ترجمان، ولعويل الثاكل ألحان؟ إن اللغة كون محدود فهل تترجم اللانهاية؟ وإن الآلة عصب مكدود فهل تعزف الضرم الواري؟ إن من يعرف حالي قبل رجاء وحالي معه يعرف حالي بعده؟ أشهد لقد جزعت عليه جزعاً لم يغن فيه عزاء ولا عظة! كنت أنفر ممن يعزيني عنه لأنه يهينه، وأسكن إلى من يباكيني عليه لأنه يُكْبِره، وأستريح إلى النادبات يندبن القلب الذي مات والأمل الذي فات والمَلك الذي رفع!).
إن كلامك - يا بني - يدل على أنك قرأت هذا المقال من قبل، وأن له في نفسك صدى من قديم، ويلوح لي أنك ذو فهم، ولكن تعصبك لجماعتك وتأثرك بجوها يغطيان على بصرك. . .
ذكرى شوقي في (الأوبرج):
على أثر ما كتبناه في العدد الماضي عن حفلة ذكرى شوقي المزمع إقامتها في (الأوبرج) يوم ١٤ أكتوبر المقبل، نشرت اللجنة المؤتلفة لتنظيم هذه الحفلة بياناً في الصحف جاء فيه (أما الغرض من إقامة هذا المهرجان فهو تخليد ذكرى أمير الشعراء فعليا بإنشاء قاعة محاضرات باسم شوقي).
والجنة ترد بذلك على ما وجه إليها من النقد الخاص بتسعير شهود الحفلة بأسعار (الأوبرج) العالية وما في هذا من الاستغلال المادي لذكرى شوقي، فاللجنة تقول إنها ستنشئ بما تغله الحفلة قاعة محاضرات باسم شوقي. وبطبيعة الحال لن تغل الحفلة ما يكفي لإنشاء هذه القاعة إلا إذا كانت حفله (الأوبرج) بمعنى الكلمة يشترك في إحيائها فلان وفلانة كما نشرت بعض المجلات، أي أن شوقي شاعر مصر الخالد الذي أوفدت البلاد العربية كبار شعرائها للاشتراك في تكريمه بالأوبرا - سيحيي ذكرها في آخر الزمن شكوكو وتحية كاريوكا. . .!
ولم كل هذا الابتذال والإسفاف؟ لإنشاء قاعة محاضرات باسم شوقي!
عندنا قاعات للمحاضرات كثيرة، أعرضت عنها اللجنة وتأبى إلا إقامة الحفلة في (أوبرج) الأهرام. . . حيث تقام حفلات أجمل (مايوه) في ضوء القمر، وانتخاب ملكة الجمال. . . فما دامت الأفكار قد تطورت إلى هذا الحد، وأصبحت قاعات المحاضرات (مودة) قديمة. . فلم العناء بإنشائها وتجشم تكاليفها؟