للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن إحياء شوقي نفسه لا يبرر هذه المهازل، فضلا عن تخليد ذكراه بقاعة محاضرات!

نفهم أن تقام في (الأوبرج) حفلة لإحياء ذكرى (أسمهان) أما شوقي فمسرح الأوبرا يعرفه، وقاعة الاحتفال الكبرى بالجامعة وغيرها ترحب بالاحتفال لإحياء ذكراه احتفالا يتمثل فيه الأدب الرفيع والفن المستقيم. . .

البعثة الثقافية إلى السودان:

جرت وزارة المعارف في السنين الأخيرة على دعم العلاقات الثقافية والأدبية بين مصر والسودان، فأوفدت بعض الأساتذة لإلقاء المحاضرات، وأنشأت مدرسة الملك فاروق الثانوية بالخرطوم كما أنشأت مدارس أولية في جهات مختلفة.

وشرعت الوزارة في استئناف هذا النشاط في هذا العام، فأعدت بعثة تتكون من ثمانية أساتذة بعضهم من الجامعة والبعض الآخر من رجال الوزارة، ومعهم ثلاثون طالباً من طلبة معهد التربية العالي للمعلمين ومعاهد المعلمين الابتدائية؛ على أن تكون مهمة الأساتذة إلقاء المحاضرات ببعض العواصم السودانية، ويزور الطلبة مختلف الأماكن هناك. وكان المقرر أن تسافر هذه البعثة في خلال سبتمبر الحالي، وأرسلت الوزارة إلى وكالة حكومة السودان بالقاهرة تطلب حجر أماكن لسفرها من الشلال إلى الخرطوم. . . وما كان أشد دهشة الوزارة عندما تلقت من هذه الوكالة أن الحكومة السودانية لا تسمح بسفر هذه البعثة إلى السودان (نظراً لتوتر الحالة السياسية!) ولا تزال الجهات المسئولة تبحث هذه المسألة وإن كان قد غطى على أهميتها بيان حاكم السودان بالنيابة الذي تضمن الإصرار على تنفيذ الخطة التي ترمي إلى فصل السودان عن مصر وانفراد الإنجليز بحكمه.

والواقع أن الإنجليز ينظرون إلى دعم الصلات الثقافية والأدبية بين شقي الوادي بعين القلق والخوف، لأن الثقافة العربية الإسلامية المشتركة هي الروح التي تسري في (نخلة الوادي) من جذعها بالجنوب إلى جريدها وسعفها بالدلتا، وإخواننا في الجنوب يقرؤون المؤلفات والصحف والمجلات المصرية بشغف عظيم، وتعمل الحكومة السودانية جاهدة على نشر اللغة الإنجليزية هناك بمختلف الوسائل، فلغة الحكومة انجليزية، والتعليم في المدارس بالإنجليزية فيما عدا اللغة العربية؛ ورغم كل ذلك يهتم السودانيون بالدارسات العربية اهتماماً كبيراً، ولكثير من الأساتذة المصريين الذين زاروا السودان وحاضروا في

<<  <  ج:
ص:  >  >>