والذي نلاحظه أنه لم تكن ثمة ضرورة لالتزام النص الحرفي في ترجمة سانتهيلير لأن الكتاب إغريقي في لغته الأولى، ولأنه هو نفسه لم يلتزم نص الكتاب الإغريقي إذا صح ما تأدينا إليه من معارضة الترجمة على الترجمات الإنجليزية المختلفة. فقد حذف بعض الكلمات من أوائل الفصول، ونقل بعضها على غير معناه الذي يدل عليه السياق. ومن ذلك مثلا أن الترجمة العربية تقول عن الرجل والمرأة:(. . . من الضروري اجتماع كائنين لا غنى لأحدهما على الآخر، أريد أن أقول اجتماع الجنسين للتناسل، ليس في هذا شيء من التحكم).
ولا أثر لكلمة التحكم في ترجمة من الترجمات الإنجليزية الثلاث، فباركر - عمدة المترجمين - يترجمها بالقصد ووليام أليس يترجمها بالاختيار وجويت يترجمها بالغرض وبين هذه المعاني جميعاً وبين معنى التحكم فرق في الدلالة له شأنه في كتاب عن الحكم والحكومات
وقد ترجمت السيادة التي تفرض للإغريقي على البربري بالأمرة.
وهي في تقديرنا لا تؤدي المعنى الذي ذهب إليه أرسطو حين أراد أن يكون الحاكم إماماً أو زعيماً للإغريق وسيداً للفرس والبرابرة.
فإن علاقة الأمرة هي علاقة آمر بأمور، وهي قد توجد بين الإمام والمأموم وبين الزعيم وتابعيه، وهي غير العلاقة بين السيد والمسود.
ومن خطأ الطبع فيما نظن ما ورد في الصفحة الثالثة والتسعين عن سكاكين ولف، وهي السكاكين الدلفية كما هو معلوم.
كذلك نظن - من مقابلة الترجمة العربية - أن سانتهيلير لم يلتزم الجرفية في التفرقة بين معاني العدل المختلفة في الكتاب، وهي معاني الأنصاف أو القسط والعدل والناموس فيما نؤثر لها من ترجمة قياساً على النسخ الإنجليزية، وتقابل في اليونانية وو على ما جاء في الترجمات الإنجليزية التي أسلفنا الإشارة إليها.
فإذا صح ما قدرناه من التزام النسخة العربية لنصوص سانتهيلير، فقد كان الأستاذ الجليل في حل من هذا الالتزام، وفي حل من التقيد بترجمة واحدة في اللغة الفرنسية، وهي على