يتخذ قرارات في شأنها وقد أشرنا إلى ما ترمي إلينا من هذه الظنون
والواقع أن لجنة اللغة العربية كانت تأخرت في إعداد تقريرها، فترتب على ذلك تأخر طبعة عن جلسة المؤتمر الختامية، فتليت توصيات اللغة العربية من نسخة مكتوبة باليد، ووافق عليها المؤتمر كما وافق على توصيات المواد الاجتماعية التي كانت قد طبعت، فأرسلت الأخيرة إلى إدارة الصحافة بالجامعة العربية، فوزعتها على الصحف، ولم ترسل توصيات اللغة العربية من لبنان إلى حين كتابة هذا، ولعلها في الطريق
وقد اطلعت على نسخة مخطوطة من هذه التوصيات، وهي مفصلة شاملة لمناهج السنوات المختلفة بالتعليمين الابتدائي والثانوي في مواد اللغة العربية. ونقطف منها بعض التوصيات العامة فيما يلي:
افتتح تقرير لجنة اللغة والقواعد، بأن المؤتمر يرى أن قواعد اللغة العربية، من نحو وصرف وإملاء، تحتاج إلى تيسير وتبسيط يقربانها من مدارك الطلاب، على ألا يمس ذلك بحال من الأحوال جوهر اللغة.
وجاء في تقدير لجنة الأدب أن الغاية من التثقيف الأدبي في المرحلة الابتدائية تنشئة الطلاب على الأخلاق السامية والروح الوطنية والشعور العربي، مع تربية ذوقه الفني، وتنمية ملكة التعبير فيه، وتزويده بطائفة من المعلومات تزيد في ثقافته العامة.
وفي التعليم الثانوي يجب أن ينظر إلى الأدب نظرة واسعة، بحيث لا يكون مقصوراً على الشعر والنثر الفنيين، بل يتناول أيضاً الموضوعات الفكرية والعقلية المصوغة صياغة أدبية مثل مقدمة ابن خلدون ورحلات ابن جبير وابن بطوطة ورسالة حي ابن يقظان وبعض كتابات الغزالي وبعض قطع تاريخية من الطبري والفخري ونحو ذلك. وفي المرحلة الأولى من دراسة الأدب يكون الاعتماد على نصوص أكثرها من الأبد الحديث، وأقلها مما يقرب من هذه النصوص في السهولة من الأدب القديم.
ويكتفي من تاريخ الأدب في هذه المرحلة بما كان تعريفاً موجزاً بقائل القطعة وما كان لازماً لفهمها. وفي المرحلة الثانية تختار نصوص أدبية مرتبة حسب العصور من الجاهلي إلى الحديث، يراعى في اختيارها دلالتها على روح عصرها وتصويرها لخصائصه الفنية، مع مناسبتها لاستعداد الطالب وفهمه، وتكون دراسة الأدب مستمدة من هذه النصوص