ويلاحظ أن يدرس هذا في مرحلة التعليم الابتدائي مؤيداً بالصور والرسوم، أو مصاحباً للموسيقى، أو قائماً على التمثيل والحوار، مما هو مقرر في أساليب التربية.
ويوصى المؤتمر أن يسار في دراسة القدر المشترك في المرحلة الثانوية على النهج الذي قرر في مرحلة التعليم الابتدائي، مع التوسع في الثانوي بما يقتضيه في الدراسة واتساع مدارك التلاميذ وآفاقهم.
ويرى المؤتمر أن الاتفاق على منهج واحد لا يكفي لتقريب الثقافة والنهوض باللغة العربية إذا لم يعد لتعليم هذا المنهج معلمون على حد كبير من العلم وسعة الأفق والقدرة على التدريس، ولذا قرر أنه لابد من إنشاء معاهد علمية موحدة النظام في الأقطار العربية لتخريج ذلك النوع من المعلمين.
ويرى أن القدر المشترك إنما يصلح منهجاً لطلاب الثقافة العامة أما الطلاب الذين يرغبون في التخصص أو يعدون لتدريس اللغة العربية فيكون لهم منهاج أوسع وأعمق (وأنا لا أدري لم لا يصلح المنهاج الأوسع الأعمق ليكون قدراً مشتركا بين المتخصصين ومن يعدون للتدريس في جميع البلاد العربية وخاصة في المعاهد التي قرر المؤتمر انه لابد من إنشائها؟).
ويرى عقد مؤتمرات دورية لمعلمي اللغة العربية تشخص إليها وفودهم من مختلف البلاد للبحث وتبادل الرأي في أساليب التعليم كي يستفيد بعضهم من تجارب بعض، وكي يتحدوا في الوسائل والغايات وينهضوا باللغة العربية وآدابها.
مدى نجاح المؤتمر الثقافي:
وبعد فهذه التوصيات إلى ما عرضناه في العددين الماضيين من الرسالة، هي أهم مقررات لجان المؤتمر الثقافي التي وافقت عليها الهيئة العامة للمؤتمر وأوصت بأن تأخذ بها البلاد العربية المخلفة لتوحيد الثقافة بين بنيها، وكل تلك التوصيات تتجمع في (القدر المشترك) من حيث التوحيد، ومن حيث تكوينه من مواد نافعة، وكان ذلك في اللغة العربية وفي المواد الاجتماعية لأنها هي التي تتمثل فيها الروابط القومية والثقافية بين البلاد العربية.
ولا شك أن المؤتمر بذلك وضع الخطط الأساسية التي ينبغي أن تسير عليها الثقافة العربية