للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالقرآن كل يغير في العناصر ليجعلها ملائمة للبيئة ولطبيعة الدعوة ص ١٢٥. . . وما تمسك به الباحثون من المستشرقين ليس سببه جهل محمد بالتاريخ. . . بل قد يكون ذلك من عمل الفنان الذي لا يعنيه الواقع التاريخي ولا الحرص على الصدق العقلي، وإنما ينتج عمله ويبرز صوره بما ملك من الموهبة الفنية والقدرة على الابتكار والاختراع والتغيير والتبديل) ص ١٣٦.

ومن هذا القبيل خلق صور الجن والملائكة ١٣٧.

تدرج القصص في القرآن كما يتدرج أدب كل أديب، فالأدباء يلتمسون المتعة واللذة في كل أمر فني يعرض لهم ثم يتقدمون خطوة فيبغون الاستمتاع واللذة بالمحاولات الأولى التي تقوم على التقاليد والمحاكاة ثم يكون التخلف شيئاً فشيئاً والدخول في ميدان التجارب الخاصة ومظاهر ذلك النسخ والتدرج بالتشريع ١٦٩ الخ.

ومن ذلك كله نرى أن المسألة - كما قلت - خطيرة ومن المتوقع أن يكون لها صدى كبير سبق أن حدث لأقل من هذا.

فالمسألة في نظري يجب أن يفصل فيها رجال الجامعة المسؤولون قبل أن يفصل فيها الأساتذة قراء الرسالة من ناحيتها التفصيلية والشكلية. وتفضلوا بقبول فائق احترامي.

أحمد أمين

إلى خلف الله العامري

يا (أستاذ. .)!

لقد أغمدت سيفي، ولويت وجهي عن الميدان، لأنك أصبحت أعزّ عليّ، من أن أجرد في وجهك سيفاً، أو أثير عليك حرباً، وكيف وأنت رجل خيّر فاضل (لست من الشرّ في شيء، وإن هان) وأنت تنصف من نفسك، وتنال منها ما لا يناله الخصم العنيد، وتكتب عنها بقلمك ما لا يكتبه العدو اللدود، وكيف وقد صرت أستاذي. . . تعلمت منك أشياء كنت أجهلها. .

تعلمت منك كيف يكون العذر أقبح من الذنب، حين قرأت لك ما كتبت تعتذر به من ذنبك، وتعلمت كيف يفهم بعض (العلماء!) من الكلام ما لا تدل عليه ألفاظه ولا يفيده نظمه، ولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>