للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجديد الذي عارض شوقي والذي تراه في كلام العقاد الأستاذ الآخر للمذهب الحديث. وقال إن شوقي (اقتنع بأن نظم القصائدْ على الطريقة القديمة التقليدية عبث وباطل ليس يجدي، فتحول إلى وضع الروايات الشعرية التمثيلية) فهل وضع الروايات الشعرية يقتضي أن نظم القصائد عبث وباطل؟ وهل تحول شوقي عن نظم القصائد؟ والأستاذ نفسه يقول بعد ذلك إنه (لم ينقطع عن نظن القصائد المألوفة) فكيف يتفق هذا وذاك؟ وقال الأستاذ المازني إن شوقي مدين لخليل مطران بك لأنه (أول من أدخل شيئاً من التجديد على الشعر في مصر وتبعه شوقي) وقد أسرف القوم في الإشادة بتجديد مطران، وما نراه يفترق كثيراً في التجديد عن شوقي وطبقته، بل تجديد شوقي أظهر في التمثيليات لا من حيث النوع فحسب بل كذلك في المنحى الشعري.

وبعد فالمازني رجل له ماضيه في الأدب، كما قلت في مناسبة سابقة ومن حقنا بل من واجبنا ألا نفلته. . .

إمارة الشعر:

رأت مجلة (الهلال) بمناسبة ذكرى شوقي أمير الشعراء أن تستفتى القراء فيما يلي:

(١) من هم الشعراء الخمسة الأول بين شعراء العرب الأحياء في مصر وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن والحجاز؟

(٢) من هو أجدر الشعراء بلقب الإمارة الآن؟

فأولاً - هل إمارة الشعراء منصب شاغر نشعر بضرورة ملئه؟ وهل دولة الشعر في حاجة إلى أمير ينظم أمورها ويقوم على شئونها ويحفظ الأمن في أرجائها ويحمى ثغورها وأطرافها ويدفع عنها وباء الكوليرا. .؟

لقد كان إطلاق لقب (أمير الشعراء) على شوقي حادثاً فذاً، لم يسبق له نظير في تاريخ الشعر العربي رغم أحاديث المجالس التي كان يسأل فيها عن أشعر الشعراء، ولم يكن أشعر الشعراء إلا قائل بيت أو بيتين أو أبيات وقعت في نفس المجيب عن السؤال موقعاً حسناً، على أنه لم يصر لقباً لأحد، كما أنه ليس لهذا اللقب نظير فيما نعلم من الأمم الأخرى، وإطلاقه على شوقي كانت الدعاية أهم أسبابه. فلم نتشبث به الآن؟

وثانياً - لو سلمنا بلزوم أمير للشعراء ونظرنا في طريقة استفتاء الهلال فيمن هو أجدر

<<  <  ج:
ص:  >  >>