للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.

وإذا كنا نعتقد بصدق القرآن في تصوير احساساتهم كان لا بد لنا من التسليم بان هذه العقيدة قوية جارفة وتقوم على أساس يطمئن إليه المشركون ذلك هو ورود بعض الأساطير في القرآن الكريم.

وفي الأحقاف يقف ولد هو فيما يروى المفسرون ابن أبي بكر من والديه هذا الموقف القاسي العنيف (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين).

وإذا كنا نعتقد بصدق القرآن في تصويره لخلجات الأنفس فان الأمر الذي لا بد لنا منه هو الاعتراف بان هذا الشخص الذي يضجر من والديه ويتأفف من قولهما ويشك في عودته إلى الحياة مرة ثانية ويقيم في هذا الشك على ملاحظته لظاهرة من الظواهر هي أن القرون قد خلت من قبله ولم يعد إلى الحياة أحد كان قوي العقيدة شديد اليقين في أن ما يروى له من الأساطير.

وهكذا نلحظ إن الشبهة قوية عنيفة وأن القرآن يصورها تصوير الصادق الأمين. ونحس نحن من تصوير القرآن لها أن القوم كانوا صادقين في التعبير عما يحسون ويشعرون به نحو ما يتلى عليهم من أي القران الكريم.

والمسالة عقلا لا تحتمل اكثر من فرضين.

الأول أن القوم يقولون هذا القول كذبا وادعاء لتضليل الناس وصرفهم عما يتلو عليهم محمد من آي الذكر الحكيم.

الثاني أن القوم كانوا يعبرون التعبير الصادق عما يدور في خلدهم من إحساسهم بان فيما يتلى عليهم بعض الأساطير.

ونرجح نحن الغرض الثاني ولكن نكتفي في ترجيحنا له على القول السابق من صدق القرآن في تصوير إحساسهم من أن الذي يتلى عليهم فيه بعض الأساطير. وإنما سنعمد إلى شئ آخر يدل على صدق عقيدتهم هو موقف القرآن الكريم.

لنستعرض الآيات مرة أخرى فسنرى.

١ - اكتفى القرآن بوصف هذا الصنيع من المشركين في آيات سور الأنفال والمؤمنون

<<  <  ج:
ص:  >  >>