علمها، مدرس غاية جهده مثل هذه الرسالة التي أمتزج فيها الدين المتين. . . بالمنطق السديد. . . بالعلم الفياض. . . بالبيان العذب. . . حتى كانت معجزة العصر، ونادرة الدهر!
ولكني أريد أن أسأل الدكتور عن قوله (وكاتب الرسالة فيما أعرف عنه، وكما يبدو من كتابته شاب مسلم) - هل قرأ كتابته في رسالته فرآه يبدو منها شاباً مسلماً؟ أما أنا فقد قرأت الرسالة، (وصلت إلي كما وصل إلي تقرير الأستاذ أحمد أمين الذي نشرته في الرسالة) ونقلت منها صفحات بحروفها.
وأنا أؤكد القول أن ما نقلته منها، لو قاله معتقداً به أبو بكر وعمر، لكفر به أبو بكر وعمر، وصار به أبا جهل وأبا لهب، وأنا قاض شرعي أدري إذا تكلمت عن الكفر والإيمان ماذا أقول، وأثبته بالدلائل وأؤيده بالنصوص وأناظر فيه من شاء من أهل العلم أن يناظرني؛ لست كالأستاذ توفيق الحكيم الذي لمس الجبة فجأة ولاث العمة، وتصدر للفتوى في. . . (أخبار اليوم! (
وعلى ذكر مقالة الأستاذ توفيق الحكيم هذه، أقول أني سألت الشيخين الجليلين عبد المجيد سليم ومحمود شلتوت عن صحة ما نسب إليهما في (أخبار اليوم) عن تبرئة الرسالة وصاحبها من الكفر، فقال لي الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم حفظه الله (إنه ما اطلع على الرسالة، وإنما قرأ تقرير الأستاذ احمد أمين عنها، ولاشك عنده أن الأقوال التي عزها في التقرير إلى الرسالة كفر وأن معتقدها كافر) وأذن لي أن أنشر ذلك على لسانه.
وقال لي الأستاذ الشيخ محمود شلتوت أنه إنما سأل عن المكفرات ما هي فقال فيها ما قاله الفقهاء ولم يفت في الرسالة بشيء، ثم قرأت له بياناً في الصحف هذا معناه.
فما دام صاحب الرسالة ليس إلا تلميذاً مخطئاً لا مدرساً ولا معيداً، وما دامت الرسالة قد ردت وأسقطت، وعلماء الزهر وأساتذة الجامعة قد اتفقوا على القول بمخالفتها للإسلام، وإدارة الكلية منعت (كما قال العميد) نشرها، فلا داعي عندي لإعادة القول فيها، وتسخير صحف المجلات، وأقلام الكاتبين، وأذهان القارئين، لإجابة شهوة الشهرة، وحب الظهور، في نفس هذا التلميذ المخطئ.