وأجاب آخرون بما لا يخرج في مجموعه عن وجوب الإبقاء على التمثال الحالي، على أن يقام تمثال آخر يعبر عن النهضة القومية المتوثبة.
والتمثال الحالي الماثل في ميدان المحطة بالقاهرة يرمز إلى (سكون) مصر ممثلة في قروية، إلى مجدها القديم ممثلاً في أبي الهول!
فإذا كانت المسألة هي اعتماد مصر على مجدها القديم فإن هذا التمثال يصلح رمزاً لها في كل العصور وفي جملتها عهود الضعف والاستكانة، أما النهوض فهو شيء آخر قد يصاحب المجد القديم وقد لا يصاحبه.
والملاحظ أن أغلب الذين دافعوا عن (تمثال نهضة مصر) عللوا دفاعهم بأنه صنيعة مثالنا الخالد مختار، ولم يبينوا لنا مدى تعبيره عن نهضة مصر.
وأنا أخالف الجميع فأرى إزالة التمثال الحالي من مكانه والاحتفاظ به في أحد المتاحف باعتباره نتاج مثالنا الخالد (إن كان لابد من هذا الاعتبار) وذلك لأنه لا يصح أبداً أن يكون مظهر نهضتنا الاعتماد على المجد القديم، بل ينبغي ألا يذكر هذا المجد إذا كان كل الغرض منه الوقوف إلى جانبه والركون إليه.
أما التمثال الجديد فليكن كما اقترح علوبة باشا، أو ليكن على أي هيئة أخرى حسبما يرى الفنانون، على أن يمثل مصر المتوثبة التي أصرت على أن تعيش حرة كريمة، وعلى أن يحقق الغرض الأساسي منه وهو أن يبعث في المصري الذي يمر به في غدوه ورواحه شعور العزة بالقومية المصرية.
الفنانون الشرقيون:
جاء في أخبار (آخر ساعة) ما يلي: (ترفض وزارة الداخلية الآن الترخيص لأي فنان شرقي بالإقامة في مصر إلا إذا تعهد كتابةً بالا يتعدى الغناء الذي اشتهر به في بلاده. . . وهذا نتيجة لشكوى بعض الفنانين والفنانات المصريين.
وهذا أمر عجيب لعدة أسباب منها:
١ - أنه يخالف اتجاه الوحدة العربية وما تقتضيه من تعاون وتواد.
٢ - الفن المصري يغمر البلاد العربية، وهي ترحب به، ولم تمنع إحداها فناناً مصرياً من