للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجيولوجيا من أن هذا البيت (الذي ببكة) ليس أول بيت وضع للناس؟

وإني سائلك أنت؛ أهذا كلام منهج علمي ورجل يتكلم في العلم؟ من يقول أن العلم ينبني على قرائن يا أستاذ خلف الله؟ أن العلم لا ينبني إلا على حقائق، أما الذي ينبني على القرائن فهو الظن وأن الظن لا يغني من الحق شيئاً فلو قامت قرائن طبقات الأرض كلها بل وطبقات الهواء والماء والسماء ما دلت إلا على قرائن وظنون لا تنفع في العلم ولا تقدر في العلم وإنما الذي يقدر ويعلو ويصول قول الله تعالى: (أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) ولست يلائمك على هذا التدهور الفكري الذي تبنى فيه علماً على قرائن فان رسالتك كلها من هذا القبيل أدلتها: الفرض والحدس؛ والتخمين؛ وأحب أن ألفت الذهن؛ معنى ذلك كما يلحظ القارئ، وهلم جراً من العبارات الجوف المزوقات، ثم النتيجة التي تبنيها على هذه العبارات المزوقات الجوف تجعلها حقائق وتسمها بسمات اليقين؛ عجائب يا أستاذ خلف الله عجائب.

اعلم وفقك الله تعالى أن العلم لا ينبني على قرائن بل ينبني على حقائق فإن لم تصدق هذا فابحث أنت عمن يصدقك في ابتناء العلم على قرائن وظنون ولن يصدقك إلا مجنون؛ أولم تقرأ أنت المقال الذي تحيلني عليه (القرآن والنظريات العلمية)؟ اقرأ وتعلم وافقه ورد وتكلم. . .

٢ - والمسألة الثانية التي تناقشني فيها أنك قلت أن القصص القرآني من المتشابه فقلت لك: لسنا نعرف أحداً من المسلمين يقول أن القصص القرآني من المتشابه.

وجئت في مقالك آنف الذكر صفحة ١٢٦٨ من مجلة الرسالة تضع بين يدي نصوصاً كثيرة تنطق بأن من العلماء المسلمين من يقول بأن القصص القرآني من المتشابه أو ما كان أجدر بك أن تضع الأمور في أنصبتها ولو مرة واحدة ليكون الجدل أو النقاش علمياً لامهاترة.

وأنا واضعلك الأمور في أنصبتها ومعيد عليك وعلى الناس جميعاً ما قلته سابقاً أنه لم يقل مسلم ولا يقول مسلم ولن يقول مسلم أن القصص القرآني من المتشابه رغم ما نقلته أنت من النصوص التي وعيتها أنا وعرفتها قبل أن تراها بعينيك.

لقد كتبت في ١٩ سبتمبر سنة ١٩٤٧ أولى مقالاتك التي تقول فيها بعد كلامك عن الصلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>