بين القرآن والتاريخ ما نصه:(على أن هذه المسألة قديمة ومن أجلها عد الأصوليون القصص القرآني من المتشابه) و (أل) في كلمة (المسألة) المتقدمة للعهد أفاهم أنت؟ والعهد ههنا ذكرى؛ أفاهم أنت؟ والمذكور المتقدم صلة القرآن بالتاريخ.
وفي ٦ أكتوبر سنة ١٩٤٧ نشر في الرسالة تقرير الأستاذ أحمد أمين بك وفسر هذا التقرير الصلة بين القرآن والتاريخ في نظر الأستاذ خلف الله وفي رسالة الأستاذ خلف الله وهذه الصلة عنده أن القرآن لا يتقيد قصصه بالواقع وأنه يحتوي أساطير وأنه ينطق الشخص في قصة بشيء وينطق سواه بهذا الشيء في نفس القصة في مكان آخر، وأنه ينطق قوماً بما لم ينطقوا به ويقولهم ما لم يقولوا وأنه يقول على شيء لم يقع إنه وقع وأنه قد لا يكون للقصص مدلول واقعي أصلاً وإنما هو حكاية عن واقع نفساني وأنه لا يتحرى الصدق العقلي والواقع.
وفي ١٣ أكتوبر سنة ١٩٤٧ كتبت يا أستاذ خلف لله مقالاً ثانياً ثبت منه جميع ما قاله الأستاذ أحمد بك أمين في تقريره فأصبحت الصلة بين القرآن وبين التاريخ على أتم وضوح وصارت المسألة التي قال عنها الأستاذ خلف الله أنها مسألة قديمة هي مسألة الصلة بين القرآن والتاريخ على هذا المعنى الجلي الواضح أن القرآن لا يتحرى الصدق العقلي ولا الواقع؛ وأنه مملوء بالأساطير طالما أن فيه القصص الأسطوري؛ هذه هي المسألة التي يقول أنها مسألة قديمة فإذا ضم إليها بقية الجملة وهي قوله ومن أجلها عد الأصوليون القصص القرآني من المتشابه كان الكلام الذي ينصرف إليه نقاشنا هو ما ادعاه الأستاذ خلف الله من أن مسألة الصلة بين القرآن والتاريخ بالمعنى الذي ذكره من المتشابه؛ أليس كلامنا كله في مناقشة كلام الأستاذ خلف الله أم هو في مناقشة كلام من لا كلام لنا معه؟!
وأعود بك مرة أخرى فأقول: لسنا نعرف أحداً من المسلمين بل أزيد فأقول أنه لم يقل أحد من المسلمين، ولا يقول أحد من المسلمين، ولن يقول أحد من المسلمين أن القصص القرآني من المتشابه؛ وما دمت تحاول الإفلات من النقاش العلمي إفلات المهاترة فإني أزيد لك الكلمة التي هي مكان العهد فأقول لك أي بالمعنى الذي تذكره في قولك (على أن هذه المسألة قديمة. . .) والتي فسرها تقرير الأستاذ أحمد أمين وأقوالك فيما كتبت بعد فإني لم أرد عليك إلا في ٢٧ أكتوبر سنة ١٩٤٧ بعد مقالين لك وبعد تقرير الأستاذ أحمد بك أمين.