وقد بلغت التعويضات بسبب التعلية الثانية الأخيرة مليون وستمائة وخمسين ألف جنيه.
ورأت الحكومةأنها مضطرة لإقامة مشاريع اقتضاها ارتفاع المياه في أيام الحزن، وإنشاء مرافق جديدة لهذه البلاد، ودرست كل مصلحة من المصالح واجبها في هذا الصدد، وقامت به على وجه، وإن لم يكن من التمام والكمال، فقد أرضى إلى حد بعيد أكثر المخلصين في هذه البلاد، الذين يعلمون حقيقة موقف الحكومة، وما تكبدته من نفقات طائلة في سبيل إنشاء السد، إذ بلغت التكاليف لإنشاء محطات الري ومبان للحكومة مائتين وثلاثة وسبعين ألف جنيه، فإذا ضممت هذا المبلغ إلى المبالغ السابقة يوم أنشئ السد كان المجموع ثمانية ملايين وسبعمائة وثلاثة وسبعين جنيهاً، وهو مبلغ ضخم دون ريب. . .!!
وأهم المشروعات التي قامت بها مصلحة الري، إقامة جسور واقية في مناطق أبي سمبل لوقاية تسعمائة وخمسة أفدنة تقريباً، وأدندان لوقاية مائتي فدان تقريباً، وفي فرسي، بالسودان لوقاية منطقة حوضية، مع عمل بربخ ري وصرف. . . وإقامة مضخة لري سبعمائة فدان بمنطقة العلاقى لزرعها زراعة شتوية. . . ومضخة لكل من توماس، وعنيبة بحري وعنيبة قبلي، وتوشكي شرق وتوشكي غرب، ومضخة احتياطية لهذه المنطقة، وذلك لزراعة خمسمائة فدان بكل منطقة لزراعتها زراعة نيلية فقط، وهذه المضخات مقامة على عوامات ترسو على شاطئ النيل أمام كل منطقة. . . وإقامة مضختين بالدكة على عوامة لري خمسمائة فدان رياً مستديماً. وإقامة مضخات على ثلاث عوامات ببلانة لري ألف وخمسمائة فدان رياً مستديماً، وإقامة مضختين ثابتتين ببلانة كذلك لري سبعمائة فدان رياً مستديماً. . .
وقامت مصلحة المباني بإنشاء مكاتب ومساكن بعنيبة بدلاً من مبني الحكومة التي كانت بالدر مقراً للمركز ومصالح الحكومة المختلفة، كالمدرسة الابتدائية ودور الحكومة الشرعية والتلغراف والتليفون والبريد. . . الخ وأنشأت عدة مدارس أولية كتاتيب، ومساجد، ونقط بوليس. . . ونقلت خطوط التلغراف إلى مكانها الحالي. . . وأقامت دار الحجر الصحي للمواشي بالشلال (كورنتينا) بدلا من الذي غمرته مياه التخزين. . .
وهكذا تمت لهذه البلاد مرافقها الأساسية، التي بعثت الحركة والنشاط في جميع أنحائها، وجعلت النوبيين يهدؤون نفساً، ويرتاحون بالاً، ويعتقدون أن الحكومة مهتمة بأمرهم، معنية