قلت: ليتهم يختارون له دما جديدا من الشباب الناضجين، أم تراهم يستكثرون على الشباب أن يكونوا من أعضاء المجمع اللغوي الخالدين فيه أبداً. . .
زينب:
قلت في كلمة سابقة أن علية بنت المهدي كانت تقول الشعر في غلام يقال له (رشأ) وتكنى عنه بزينب، ومن قولها فيه:
وجد الفؤاد بزينبا ... وجدا شديداً متعبا
أصبحت من كلفي بها ... أدعى سقيما منصبا
ولقد كنيت عن اسمها ... عمداً لكي لا تغضبا
وجعلت زينب سترة ... وكتمت أمراً معجبا
فكتبت الأديبة النابهة فدوى عبد الفتاح طوقان في العدد الماضي من الرسالة، تقول أن الأبيات لابن رهيمة المدني وليست لعلية، وأوردت ما عقب به أبو الفرج على الأبيات بعد أن رواها عن ميمون بن هرون منسوبة إلى علية إذ قال:(هكذا ذكر ميمون بن هرون، وروايته فيه عن المعروف بالشطرنجي، ولم يحصل ما رواه، وهذا الصوت شعره لابن رهيمة المدني والغناء ليونس الكاتب، وهو من زيانب يونس المشهورات، وقد ذكرته معها، والصحيح أن علية غنت فيه لحنا) ثم قالت الآنسة فدوى أن زيانب يونسي سبع قطع من شعر ابن رهيمة كان يقولها في زينب بنت عكرمة.
وكنت قد قرأت تعقيب أبي الفرج الذي أوردته الآنسة، فلم أره يتسق مع مضمون الأبيات، لأن ابن رهيمة يتغزل في (زينب) وهو أسم حبيبته الصريح فلم يكن ولم يجعل زينب سترة، ومن قوله في إحدى زيانبه السبع:
إنما زينب همي ... بأبي تلك وأمي
بأبي زينب لا أكـ - نى ولكني أسمى
وروى أبو الفرج عن راو آخر، هو عبيد الله بن العباس الربيعي، قوله: لما علم من علية أنها تكنى عن رشأ بزينب قالت:
القلب مشتاق إلى ريب ... يا رب ما هذا من العيب
قد تيمت قلبي فلم أستطع ... إلا البكاء يا عالم الغيب