للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خبأت في شعري أسم الذي ... أردته كالخبء في الجيب

وقال أبو الفرج (فصحفت اسمها في ريب)

فنحن الآن أمام أبيات، يقول صاحبها إنه يخفي أسم محبوبه ويستره ويكنى عنه، وعلية هي التي كانت تصنع ذلك واشتهرت به حتى اضطرت إلى التحول عن (زينب) إلى (ريب) وقد نسب الرواة إليها الأبيات، وكذلك فعل الحصري في كتابه (زهر الآداب) إذ قال بالجزء الأول في علية: (وعلقت بغلام اسمه رشأ وفيه تقول:

أضحى الفؤاد بزينبا ... صبا كئيباً متعبا

فجعلت زينب سترة ... وكتمت أمراً معجبا)

فكيف تكون الأبيات بعد ذلك لابن رهيمة واسم صاحبته زينب؟ أيكنى بزينب ويسترها بها؟!

وما أظن ذلك قد غاب عن فطنة الآنسة فدوى، ولكنها - فيما يبدو لي - وقعت فيما وقعت فيه من حيرة في اضطراب أبي الفرج، فأرادت أن تعرف ما أقول فيه. وقد قلت.

الأدب والسينما:

كان مساء الجمعة موعد للمناظرة التي قامت بنادي الخريجين المصري في موضوع (إخراج روائع الفكر على الشاشة متمم لقيمتها الفنية) وقد أيد الرأي الأستاذان كمال شكري ومصطفى حبيب، وعارضه الأستاذان يحيى نصار وعلي الراعي.

ومما قال المؤيدان أن السينما فن له خطره في قيادة الجماهير وتوجيهها، وقد اجتاز أو أوشك أن يجتاز المرحلة التي كان فيها كل الغرض منه الاتجار وإدرار المال بتقديم ما يسلي دون أن ينفع، وذلك بفضل الجمهور الذي استنار وطالب بغذاء فكري في منتجات السينما، فاضطر المخرجون أن يستجيبوا له فقدموا له ما كتبه الأدباء من القصص القيمة، وأخرجوها من الحيز المحدود إلى عالم أوسع. ولا يستطيع فن السينما أن يقوم ويواجه الجمهور المستنير إلا على جهود الكتاب الذين يعالجون في رواياتهم مشكلات المجتمع ويصورون آلام الناس وآمالهم، ولا تستطيع السينما أن تعيش طويلاً على ما يقدمه من لا حظ لهم من علم أو أدب أو فن.

وفن السينما يتمم قيمة الأدب بتجسيم ما يرمي إليه الأديب وتحريك أشخاصه وتوضيح

<<  <  ج:
ص:  >  >>