الغامض من فكرته، وقد يركز الهدف المبسوط في صفحات - في منظر واحد. وهو بعد هذا يتمم رسالته بتبسيطها وتقريبها وتسهيل هضمها، وينشرها في جموع رواد السينما الذين هم أكثر من قراء الأدب، وبذلك تصبح السينما أداة نشر للأدب بعيدة المدى عظيمة الأثر.
وذهب معارضاً الرأي إلى أن الأدب والسينما فنان يختلف أحدهما عن الآخر، فالأدب يوحي إلى كل قارئ من قرائه الفرادى بمشاعر مختلفة ويؤثر فيهم تأثيرات متباينة، وعندما يعمد إليه المخرج يستمد تأثيره الخاص ويصبه في قالبه السينمائي فتتأثر به الجموع المشاهدة تأثيراً واحداً؛ والأدب أداته الأسلوب والألفاظ، أما السينما فتعتمد على الصور والحركات والحوار، فالرواية حين تنتقل إلى السينما تصبح شيئاً آخر غير الأدب. والسينما تتطلب من مشاهدها المتابعة السريعة، وهذا يقتضي ألا تحتاج مادتها إلى تأمل وإمعان فكر على خلاف الأدب الذي يتيح التأمل والتفكير لقارئه، بل هو يدعوه إليها بما فيه من تعمق وبعد غور. والسينما لا تكفي طالب الأدب بل هو بعد أن يشاهد القصة على الشاشة يتشوق إلى قراءتها ليجد فيها ما لم يؤده إليه عرض السينما.
وعلى ذلك فالسينما فن قائم بذاته مغاير للأدب، ومغاير الشيء لا يتممه.
وبعد أن ورد المؤيدون على ذلك وبينوا أن هذه اعتبارات نظرية تقوم على مغالطات يدركها المتأمل - أخذ رأي الحاضرين في الموضوع، فأيد الرأي الأكثرون.
قيود العملة ونشر الثقافة:
نشرت إحدى الصحف أن فريقاً من منتجي الأفلام السينمائية في مصر وأصحاب شركات السينما شكوا إلى وزارات المالية والتجارة والخارجية من الصعوبات التي يلاقونها في استيراد الأموال المستحقة لهم من البلاد الشرقية ثمناً للأفلام التي ترسل من مصر إلى تلك البلاد نظراً للقيود المفروضة على إخراج العملة في تلك البلاد إلى الخارج. وقد عنيت وزارة المالية ببحث هذا الموضوع ودراسته، فاستقر الرأي على أن تتولى وزارة الخارجية وزارة حكومات تلك البلاد في تيسير إخراج العملة من بلادها ثمناً لما يرسل إليها من الأفلام المصرية رغبة في نشر الثقافة عن هذا الطريق. وقد أرسلت وزارة المالية فعلاً إلى وزارة الخارجية نص كتاب بهذا الشأن لتوجيه إلى حكومات بعض البلاد الشرقية لتحقيق