للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الظالمين، وانتهت الحرب بانتصار الحلفاء على أعدائهم، ولكن المجاعة في سوريا ولبنان كانت تفتك بالألوف من أبناء وطنه فزفر نعيمه هذه الزفرة الحارة وأرسلها صرخة مدوية خالدة:

أخي، إن ضج بعد الحرب غربي بأعماله

وقدس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطاله

فلا تهزج لمن سادوا، ولا تشمت بمن دانا

بل اركع صامتاً مثلي

بقلب خاشع دام

لنبكي حظ موتانا!

أخي، من نحن؟ لا وطن ولا أهل ولا جار

إذا نمنا، إذا قمنا، ردانا الخزي العارُ

لقد خمت بنا الدنيا، كما خمت بموتانا!. . .

فهات الرفش واتبعني

لنحفر خندقاً آخر

نواري فيه أحياناً!! الخ.

هذا هو نعيمه الثائر الذي يريد أن يؤجج النار في الجليد! هذا هو نعيمه الإنسان الناقم الساخط على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

ولنصغ الآن إلى نعيمه الفيلسوف يفتش عن نفسه في الموج الذي يثور والبحر الذي يبكي عند أقدام الصخور، وفي الرعد الذي يدوي بين طيات الغمام والبرق الذي يفري سيفه جيش الظلام، وفي الريح الذي تذري الثلج عن رؤوس الجبال وفي الفجر الذي يمشي خلسة بين النجوم!

إن رأيتِ البحر يطغي الموج فيه ويثور،

أو سمعت البحر يبكي عند أقدام الصخور

ترقبي الموج إلى أن يحبس الموج هديره

وتناجى البحر حتى يسمع البحر زفيره

<<  <  ج:
ص:  >  >>