والأجيال!.
قال نعيمه: (إذا سئلتم عن أبدع آيات الفن وأغلاها قولوا: ضمير لا يسخر وجبين لا يعفر ولسان حليم شكور، وقلب عفيف غفور، وعين لا تبصر القذى ويد لا تنزل الأذى وفكر يرى في البلية عطية وخيال يربط الأزلية بالأبدية) ولو طبق هذا الدستور الذي استنه نعيمه للفن الرائع لكان أدبه في طليعة الآداب التي ينطبق عليها هذا الدستور.
ولننتقل الآن إلى نعيمه المتصرف مبتهلاً إلى ربه، ففي ابتهالاته دليل ناصع على إنسانيته الشاملة وإيمانه الراسخ بوحدانية الحياة والوجود:
كحل اللهم عيني بشعاع من ضياك - كي تراك
في جميع الخلّق، في دور القبور،
في نور الجو في موج البحار
في قروح البرص في وجه السليم
في يد القاتل في نجع القتيل
في سرير العرس في نعش العظيم
في يد المحسن في كف البخيل
في قذى العاهر في طهر البتول. . . .
وإذا ما ساورتها سكتتة النوم العميق
فاغمض اللهم جفنيها إلى أن تستفيق. . .
وافتح اللهم أذني كي تعي دوماً نداك - من علاك
في ثناء الشاة، في زأر الأسود،
في نعيق البوم في نوح الحمام. . . .
في خرير الماء في قصف الرعود. . . .
في هدير البحر في مر الغمام. .
في صراخ الليل في همس الصباح
في بكا الأطفال في ضحك الكهول.
في ابتهالات العراة الجائعين. . . .