كتب بعض الكاتبين بجريدة الأهرام في تجميل القاهرة، فأثاروا في هذا الموضوع مسألة وضع التماثيل في الميادين والحدائق لتجميلها، وقالوا كما قلنا في عدد مضى من الرسالة بأن تمثال نهضة مصر لا قيمة له ولا داعي لاستمراره في ميدان المحطة. وقد اقترح أحدهم وضع التماثيل الفرعونية الفائضة في الميادين لجذب السائحين إليها. . فرد عليه الأستاذ عبد القادر مختار المثال المعروف بأنه يجب أن تكون لنا نهضة فنية تساير ظروفنا الحالية، فلا نكتفي بالتغني بالقديم واللجوء إليه كلما فكرنا في القيام بشيء، وقال:(ولهذا يجب أن نشجع الفنانين المصريين على الإنتاج ومسايرة ظروف البلاد وتطورها، فنضع تماثيلهم التي ترمز للنواحي الوطنية وتعالج شؤوننا القومية في الميادين والحدائق العامة حتى يتذوق الجمهور ما فيها من الفن وتكون وسيلة لهديه وتثقيفه وترقية إحساسه).
وإني أضيف إلى عدم الاكتفاء بالتغني بالقديم واللجوء إليه كما قال الأستاذ المثال - أن هذا القديم لا يثير فينا الشعور المنشود لنهضتنا ومرامينا القومية، وقد راقني من الأستاذ بيان الغرض من تجميل الميادين بالتماثيل العصرية بأنه تذوق الجمهور للفن وهديه. . . الخ، فلم ينزلق إلى ما انزلق إليه الآخرون من الحرص على جذب الأجانب وخشية وقوع أنظارهم على مقابحنا، فإني أفهم أن تجمل البلاد لأهلها متعرض عليهم بدائع الفنون لتربية الذوق الفني عندهم ولتحفزهم إلى المثل العليا، وهذه الأغراض نفسها ترفعنا في عين الأجانب وترغمهم على احترامنا. فلنتجه نحو أنفسنا ونشعر بشعورنا ونجمل بلادنا لنا، وحسبنا ما بذلناه عبثاً في مراعاة أمزجة (الخواجات) والتزويق لهم. . .
مهرجان الشباب الأدبي:
رأت المراقبة العامة للثقافة في وزارة المعرف أن تمكن شباب الجيل من إظهار مواهبه الأدبية والفنية، فألفت لجنة من الأساتذة عبد الرحمن كامل وعبد الله حبيب ومفيد الشوباشي والدكتور إبراهيم جمعة، لتنظيم مهرجان أدبي فني يتبارى فيه الشباب الذين لم يتجاوزوا الخامسة والثلاثين، في الشعر والزجل، وفي الموسيقى والتصوير والنحت. وسيكون المهرجان الأول لسنة ١٩٤٨ في أوائل السنة، ولم يعين موعده بعد، على أن يكون بعد ذلك كل عام.