للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد قصدت وزارة المعارف بهذه المباريات أن تحفز همة الشباب نحو الإجادة والتفوق، وأن تتيح الفرصة لإظهار مواهبهم الأدبية والفنية.

ولا شك أن الشباب سيجدون في هذا المهرجان منفذاً لإبرار كفاياتهم الدبية التي يتهمون شيوخ الأدب بأنهم يحولون دون ظهورها.

الشذوذ والتطرف:

كم هو ظريف هذا الذي يكتب إلي بتوقيع (البسام) فلا يكتفي بمعاكستي في الاتجاه الفكري، بل يعاكسني أيضاً في الاسم، وإن هذا الصنيع ليخرجني عما يدل عليه أسمي (العباس) من العبوس، فأبسم. . كأنني أنا - لا هو - (البسام).

قال البسام في رسالته: (قرأت كلمتك (الأديب بين العزوبة والزواج) ولا أريد أن ادخل في هذا الموضوع، وإنما استرعي انتباهي قولك في الرد على الأستاذ سلامة موسى فيما قال به من الزواج يمنع الأديب أن يشذ أو يتطرف: (وهذا كله مع وقوفنا معه ونظرنا إلى الموضوع من الزاوية التي نظر إليه منها وهي التطرف في مهاجمة المجتمع ونظمه.

ولم يقل أحد بأن الأديب لا يكون فذاً مبتدعاً إلا إذا شذ عن المجتمع وأصطدم به) فإني أراك بهذا غافلاً أو متغافلاً عن حقيقة بديهية، وهي أن في المجتمع عادات سخيفة ومعتقدات باطلة وأن الأديب الحر هو الذي يهاجم هذه العادات والمعتقدات فلا بد من الاصطدام).

هون عليك يا صديقي البسام. إني موافقك على أن في المجتمع عادات سخيفة ومعتقدات باطلة، وعلى أن الأديب الحر هو الذي يهاجم هذه العادات والمعتقدات، أما الذي نختلف فيه فهو أنه لا بد من الاصطدام، إن الأديب الفذ المبتدع هو الذي يمثل للمجتمع سخيف عاداته وباطل معتقداته تمثيلاً يجعله يلمس هذا السخف والبطلان، عدته في ذلك فنه واقتداره على التمثيل والتصوير، فيشعر المجتمع بنقصه ويتجه نحو الكمال، ولا صدام.

أما من يصادم المجتمع فهو الذي تعوزه الكفاية الفنية فليجئ إلى مواجهته بالكلام المجرد، وقد يتخذ له قرنين يلوح بهما، وكثيراً ما يتعمد المصادم ذو القرنين مخالفة الناس ليقول لهم: هاأنذا. . .

الأناشيد:

<<  <  ج:
ص:  >  >>