وأما ذهاب الأستاذ عادل إلى أن التصريع يستجاد فقط في مطالع الأشعار، فهذا مناف كل المنافاة لأسلوب الشعر المتين. فالشاعر الجزل في أسلوبه كثيراً ما يأتي في الشعر الواحد له بأكثر من بيت واحد مصرع، ويكون مجيئه بالأبيات المصرعة أو بالبيتين المصرعين لغاية توقيعية موسيقية، والتنويع في الشعر لا ينفصل عن معنى الشعر ومبناه.
حيفا
إبراهيم عبد الستار
رئيس نادي الإخاء العربي
إلى الأستاذ الفاضل العباس:
قولك يا سيدي الأستاذ هو القول الفصل؛ ولست أماري في أن الأبيات لعلية بعد الذي سقته من وجهة نظرك في كلمتك البصيرة. ولعل مما يظاهر قولك قول أبي الفرج بعد أن أورد الأبيات (وجد الفؤاد بزينبا) ضمن زيانب يونس، فقد قال:(غناه يونس ثقيلا أول الخ. . وهو مما يشك فيه من غناء يونس؛ ولعلية بنت المهدي فيه ثقيل أول آخر لا يشك فيه أنه لها، كنت فيه عن رشأ الخادم).
الحق أقول، إن هذا الشك في غناء يونس لهذه الزينبية دون سائر الزيانب التي كان يغنيها من شعر ابن رهيمة؛ هذا الشك من ناحية، ثم ما تبعه من القول فيما يتعلق بعلية من ناحية أخرى، كل أولئك كان قد جعلني أتأرجح لحظات بين الهدى والضلال، ثم مل لبث أبو الفرج أن ساقني معه فأضلني - سامحه الله - إذ قال بعد ذلك:(ومن لا يعلم يزعم أن الشعر لها) أي لعلية.
لو قام اليوم أبو الفرج فقرأ تحقيق الأستاذ العباس لرجع إلى الحق واعترف بالخطأ، ولندم على تسرعه في قوله:(ومن لا يعلم يزعم أن الشعر لها).
شكر الله للأستاذ العباس رفقه ولينه، ومد في عمره، ونفع دولة الأدب بأدبه وعلمه وفضله.