للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهب العرب أنفسهم للموت في سبيل الشرف والكرامة، فكتب الله لهم النصر والحياة، ومكن لهم من الفرس وقهر الطغيان، وبلغ الأمر إلى النبي صلوات الله وسلامة عليه، وكان قد بعث، فقال: (اليوم أول يوم انتصف فيه العرب لأنفسهم من العجم، وبي نصروا)!

وابتدأ التاريخ من يومذاك يكتب للعرب صفحات مشرقة حافلة بالنصر بعد النصر على العجم، وما زالوا أورثهم الله لأرضهم وديارهم!

ذلك ما كان من تاريخ النصر الأول للعرب، حفز إليه طغيان كسرى، وان العرب اليوم ليمشون إلى النصر الخالد يحفزهم إليه قرار تلك الهيئة في جانب الظلم والبهتان، ويعلم الله أننا ما كنا نبغي العدوان، ولكن الأمر كمال قال أبو الطيب شاعر العربية:

غير أن الفتى يلاقي المنايا ... كالحات ولا يلاقي الهوانا

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تكون جبانا

نشيد العروبة:

والآن، وأبناء العروبة يمشون إلى ميدان الجهاد، ويتحفزون لتضحية والفداء، والشباب الفتى في القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وعمان وفلسطين وسائر الأقطار العربية يستفزهم الغضب لكرامتهم والذود عن كيانهم، إلا يجدر أن يكون لهم نشيد واحد يهتفون به لفلسطين، ويكون حداؤهم المؤتلف في مواكب الجهاد ضد الغاضبين!؟

اجل، انه لواجب أن تنحى أناشيدنا المحلية اليوم جانبا، وان يكون لنا اليوم (نشيد العروبة) يهتف به كل لسان، ويفيض به كل وجدان. . . فلعل شعراءنا ينسون أحاديث الغزل والهيام، وينحدرون من أبراجهم العاجية إلى مواكب المجاهدين بأشعارهم وأناشيدهم!

إن الشاعر الذي سيكتب (نشيد العروبة) في هذه الآونة الحاسمة، سيكتب لاشك لنفسه الخلود. . . فيما ترى من هو الشاعر الذي سيكون لذلك الموقف، ولذلك اليوم؟!

الدكتور. . . احمد أمين:

حدثني الثقة أن الأساتذة الذين يقومون بالتدريس في كلية الآداب قد اجتمعوا فيما بينهم وقر رأيهم على أن يتقدموا إلى مجلس الجامعة بمنح الأستاذ احمد أمين بك درجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لعلمه ولجهوده في خدمة الحياة الثقافية والعلمية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>