بني مصر حملتم أمانة أمة ... وما العبء إلا كل ما تحملونه
فما الفوز بالشيء الذي تأخذونه ... ولكنه الشيء الذي تبذلونه
حملتم من الماضي الصعاب كثيرة ... فهيا احملوا صعب الزمان ولينه
وما ذلك الثوب الذي تخلعونه ... بأيسر من هذا الذي تلبسونه
فما تبعات المجد أحلام حالم ... ولا هي بالتمر الذي تأكلونه
ومن يضمن استقلال مصر بأسرها ... إذا لم يجد في كل نفس ضمينه؟
فلا تحسبوا ثوب الجلاء تزيننا ... بشيء إذا لم نستطع أن نزينه
بني مصر!! غايات الحياة كثيرة ... فلا تهنوا في موقف تفقدونه
ولا تحمدوا عيد الجلاء. . وإنما ... أعدٌّوا غداة العيد ما تحمدونه
عليكم ديون للبلاد كثيرة ... رعى الله من وافى فوفَّى ديونه
فلا تجعلوا لحن الخلود قوافياً ... تنمِّق أبكار الكلام وعُونه
فليس نشيد الخلد ما تنظمونه ... ولكن نشيد الخلد ما تصنعونه
ليلة عيد الميلاد
للأستاذ زهير ميرزا
حدقي أيتها الأرض، فقد عم البلاء
وانظري الأشلاء تطاير يذروها الفضاء
وأنصتي! فالكون أضحى محشراً فيه الجزاء
كل نفس أيقنت أن طال في الدنيا الثواء
والشباب اليافع البكر يواريه الفناء
ناشئ روعه الخطب وأصماه الشقاء
لم يذق من كوبة الدنيا سوى ما فيه داء
قدَّمته راحةُ الشيطان يحدوه الرجاء
وأقام اليوم أعراساً له فيها احتفاء
بعثت من فوهة المدفع نار وضياء