للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل يذهب إلى أبعد من ذلك في التحديد والتوحيد فيعلن أن دين الله منذ كان هو (الإسلام)، ولن يقبل الله سواه، وأن الذين اختلفوا فيه من أهل الكتاب إنما كان اختلافهم بغياً وتجاوزاً وكفراً (أن الدين عند الله الإسلام، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم، ومن يكفر بآيات الله فأن الله سريع الحساب، فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن، وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم، فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) (ومن يبغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

والإسلام في الأصل معناه الانقياد والخضوع، وقد استعمل بهذا المعنى في القرآن الكريم، فكل من (أسلم وجهه لله وهو محسن) أي أستسلم لأمر الله ورضى به وعمل صالحاً، فهو في نظر القرآن مسلم، ولذلك جعله الله مقابلاً للشرك في مثل قوله: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاء في البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) وجعله مقابلاً للكفر في مثل قوله (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) كما وازن بين المسلمين والمجرمين في قوله: (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن) والقول القويم بقوله (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) وتحدث عن عباده المؤمنين الذين سيدخلهم الجنة يوم القيامة من سائر الأمم بقوله (يا عباد لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون).

وقد جاء في القرآن الكريم وصف كثير من الأنبياء ومن أرسلوا إليهم (بالإسلام): فنوح يقول: (وأمرت أن أكون من المسلمين) وإبراهيم وإسماعيل يدعوان ربهما قائلين (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)، ويقول الله بأنه (كان حنيفاً مسلماً)، ويوسف يدعو ربه فيقول (أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)، وسليمان يكتب إلى أهل سبأ (أن لا تعلوا علي وأتوني مسلمين) ويقول لقومه (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) وملكة سبأ تقول: (وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) وموسى يقول لقومه (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) وفرعون حين يدركه الغرق يقول (آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) وقد وصف الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>