- لا شيء إلا أنني سأصنع لك من هذه المواد قطعة صغيرة من المعدن تثبت في مقبض سيفك، فإذا أردت أن تهاجم سيدة بغرامك وضعت يدك اليسرى على مقبض السيف فوق القطعة الفضية الداكنة وثق أنها لن تستطيع مقاومة نظراتك وستنصت من توها لغزلك.
فقال الكونت:
- وهل تثق بهذا؟
- كل الثقة، وأرجو أن تترك لي سيفك الليلة، وفي الصباح سيكون كل شيء وفق ما تريد، وسأترك لك تقدير المنحة التي تمنحني إياها.
واستفاضت الأنباء بقصة القطعة الفضية التي وضعت عند قبضة سيف (الكونت اسكارلت) لتمكنه من غزو قلوب النساء.
وقبل أن تمر ثلاثة أيام كان الكيميائي الكهل قد تلقى ثماني عشرة رسالة من النبلاء الذين يقيمون في المناطق المجاورة بدعوته إلى الإقامة في قصورهم ويعدونه المنح والهدايا لو باح لهم بسر قواه الجديد.
ولكن (سكارلت) كان أبسط يداً كما كان أضن بأن يترك (كونازلد) يبارح قصره.
وفي اليوم الرابع بدأ (الكونت سكارلت) أولى غزواته وقد تقلد السيف الذي يحمل القوى العجيبة. . . فتخير لغزوته قصر سيدة صغيرة موسرة تعيش على مقربة منه وقد فشل أكثر من مرة في التقرب إليها. . . وكانت هذه النبيلة الحسناء تعيش عيشة البذخ تحيط بها اثنتان وثلاثون سيدة من وصيفات الشرف.
فبعث (الكونت) في الصباح الباكر إلى جاريته الحسناء ينبؤها بقدومه عند الظهر. . . وأثارت رسالته ضجة عالية، كانت (الثلاث والثلاثون) سيدة ينتظرنه وكل واحدة منهن تزعم لنفسها أنها أقوى من هذه القطعة الفضية التي وضعت عند مقبض السيف، ولكن سيدة القصر صرفتهن عندما دخل عليها (الكونت) وتقدمت إلى لقائه في البهو الكبير وقدمت إليه مقعداً وهي لا تعلم أن أربعاً وستين عيناً كانت ترقب كل حركاتها من وراء السجف.