واتكأت الحسناء على مقعدها، وكانت حتى تلك اللحظة تسخر من منظر (الكونت) الهرم وتضحك من عظام وجهه البارزة ولكنه عندما وضع سيفه بين ركبتيه على عادة الفرسان أخذت تحدق في السيف، فراعها مرآه، وخلبتها هذه الماسات الكبيرة التي زادها الضوء القليل سواداً.
ولم يفطن الكونت والحسناء الشابة أن اثنتين وثلاثين سيدة يراقبنهما، وقد قررن في أنفسهن أن (الكونت) يبدو مهيب الطلعة.
قال الكونت بثقة:
- إنه يوم جميل.
فقالت السيدة وهي لا تزال تنظر إلى القطعة الفضية ساخرة:
- أجل جميل.
ووضع (الكونت) يده اليسرى على القطعة الفضية وهو يقول:
- وهو دافئ أيضاً.
وأحست السيدة برعدة عابرة وتحركت السجف ودار همس خافت (لقد قبض بيده على القطعة الفضية)،
ولم ترفع الحسناء عينيها عن يده، ولم تلق بالها لحديثه التافه ولكنها كانت تستشعر الخوف فلم تفطن إليه وهو يقترب منها حتى جلس بجوارها في المقعد الكبير وأخذ يقول:
- مم تخافين؟ مني. . . إنني أكن لك احتراماً منذ أمد بعيد. وكان من الممكن أن تسمع السيدة الهمس وراء السجف فقد كانت اثنتان وثلاثون امرأة يتهامسن بعد أن قررن أن الرجل قد انتصر وأنهن يجب أن ينصرفن.
وأحست السيدة رهبة خفية عندما سمعت صوته يقول إنه يحبها منذ أمد بعيد فهمست:
- إن كنت تحبني فارفع يدك عن تلك القطعة الفضية التي تحلى مقبض سيفك.
فقهقه (الكونت) وهو يقول:
- محال!
وازداد تمسكا بقبضة سيفه.
وفي اللحظة التالية كان يطوق خصرها بيده اليمنى ويقبلها، وحاولت الحسناء أن تقف فلم