كتب كاتب في إحدى صحفنا الكبيرة (تقريظا) لديوان إخراجه أخيرا شاب يتعلق بالشعر فتمثل الكاتب بما كتبه فيكتور هوجو عن لامرتين عقب نشر أول مجموعة شعرية له، وهو قوله:(لقد ولد لنا الليلة شارع عظيم جديد) فاستبشرت خيرا بمن ولد لنا وهو صاحب الديوان الذي يقرظه الكاتب، ولكنه عفي على ما أملت بإيراده طائفة من روائع شعره فقد نظرت في هذه (الروائع) متخيلا تجردها من الوزن والقافية فوجدتها كالذي وصفت. . وكذلك شأن اكثر من يولدون في هذه الأيام!
وأعود إلى ما أسلفت من انه ليس من السهل إطلاقا الحكم على الجميع، فثمة قلة من الشعراء يرتفع شعرهم عن مستوى الكثرة التي كادت تحملني على القول بان الشعر لقي حتفه، أما الظاهرة الشاملة الملحوظة وهي انصراف الناس عن قراءة الشعر فان خالفتني في تعليلها فلن تختلف في تقريرها.
وموقف الشعراء - في نظري - لا يخلو من ثلاثة: أن يظلموا يقولون لأنفسهم أو يقولوا فيما يعنى الناس وما يعجبهم، أو يسكتوا حتى يفرغ الناس لهم.
معرض الفن الحديث:
في يوم الخميس افتتح المعرض الأول للفن الحديث، لخريجي قسم الرسم من معهد التربية العالي للمعلمين.
والفن الحديث في الرسم ليس شيئا مغايرا للفنون السابقة وإنما يعد تطورا لها، إذ يرى أصحابه أن الأسلوب (الفوتغرافي) في الرسم صناعة آلية لا تغذي الفكر أو العواطف الإنسانية، فهو أسلوب جامد لا يساير الحياة المتحركة، ثم هو لا يتصل بالثقافات الأخرى من علمية واجتماعية وفلسفية. أما الفنان الحديث فقد اخذ بنصيب من هذه الثقافات التي تفاعلت في نفسه مع الطبيعة الفنية، فهو حينما ينتج لا يصور الحياة كما هي، وإنما يضيف عليها من فكره وشحنة من حسه فيتسلل إلى الحقائق والمتناقضات سعيا وراء الافضل، أو هو بتعبير آخر لا يقبل الواقع المائل بل يدرك الواقع المتطور ويعبر عنه، وهو يتحرر من كثير من القيود والأصول المعروفة.
وقد شاهدت المعروضات، وفهمت بعضها (ولا فخر) واستعنت على فهم البعض الآخر بأصحابه الأساتذة العارضين ومع ذلك لم افهم كل شئ. . ولم أحرج لا من مصارحتهم