على أنه إذا فرضنا أن لهذا التمثيل الغربي فائدة تثقيفية فنية فان هذه الفائدة لن تكون إلا كمالي، ونحن أحوج إلى العناية التي تبذل لها في تدعيم الضروري من فن التمثيل المسرحي الذي يكاد يختنق في بلادنا، لأن حياة المسرح المصري أساس لتقدمه فكيف نعمل على تقدمه وهو يحتضر!
لقد كانت فرقة واحدة تكفي ٠إن كان لا بد من النماذج الغربية - للعمل شهرا واحدا. ثم تمكن الفرق المصرية من أن نأخذ نصيبها من مسرح الدولة ومن تشجيع الدولة.
وبعد فإلى متى تظل دار الأوبرا مستعمرة للفرق الأجنبية؟ ومتى نضع حدا للاستكثار من الخير للأجانب والمترفين؟
(العباسي)
حول رسائل الصاحب بن عبار:
هذه كلمة اكتبها مضطرا تعليقا على مقال نشره بالرسالة الغراء في عددها ٧٥٩ الأستاذ محمد خليفة التونسي فقد كتب يصحح نصا ورد في الرسائل كما كتب يصحح فكرة اتصلت باعتزال الصاحب.
ولو أنه كان يصحح نصا حقا واردا في الرسائل أو يصحح فكرة جاءت حقا في مقدمتها ما كتبت هذه الكلمة إذ من حق كل قارئ على ناشر لكتاب قديم أن يراجعه في صحة بعض الألفاظ التي نشرها كما أن من حقه أن يراجعه في صحة بعض أفكاره التي يقدم بها هذا الكتاب.
وهنا يظهر التناقض، فالأستاذ يصحح نصا في الرسائل وليس في الرسائل، أو قل بعبارة اصح انه يصحح لفظه جاءت في إحدى عبارات الرسائل وليست في الرسائل، وكذلك هو يصحح فكرة نسبها الدكتور الأهواني إلى مقدمة الرسائل أو بعبارة اصح إلى المدخل الذي وضع بين يديها، وليست في المدخل.
أما اللفظة التي صححها الأستاذ التونيسي فقد سيقت فيما رواه الدكتور الأهواني من قول الصاحب:(وما في النعم اجل موقعا واهنا مشرعا، من النعمة في القول بالحق والدعاء إليه، والتدين به والبعث عليه، ومهانة من شبة حسن نظره وطوله) فقد تصادف أن كلمة