جهله اصابها خطا مطبعي فكتبت في مقال الدكتور الأهواني هكذا:(جهده) وحينئذ رأينا الأستاذ التونسي يفترض لها فرضين، فهي في رأيه أما أن تكون حقه أو جهله، ورجع أن يكون اصلها (حقه) كما رجح أن تكوم كلمة (فتتابع) ليست كذلك وإنما هي (فتتابع) وأظنه يرى الآن انه ليس هناك داع لكلمة حقه ولا لكلمة تتابع ولو رجع إلى الرسائل نفسها في تحقيق هذه العبارة لكان في غنى عن كل ما أورده في هذا الباب.
والمسألة الثانية التي حاول أن يصححها هي ما جاء على لسان الدكتور الأهواني في مقاله عن اعتزال الصاحب إذ قال:(نستطيع أن نطمئن إلى ما ذكره ياقوت عن عزام بك والدكتور ضيف لا يطمئنان إلى أن الاعتزال (أكان هذا من عمله هو أم من عمل الدولة، فقد كان عضد الدولة يذهب - فيما يظهر - إلى الاعتزال (وأخر كلام الدكتور الأهواني يوهم حقا أن نظن أن اعتزال الصاحب يرجع إلى اعتزال سيده).
ومن هنا ذهب الأستاذ الفاضل التونسي يتحدث تحت تأثير هذا الوهم عن اعتزال الصاحب ولماذا نربطه باعتزال سيده، ثم استطرد يتحدث عن صلة البويهيين بالاعتزال، وهو يشكر على ما بذل في ذلك من جهد لكنا كنا نؤثر أن يعود إلى مقدمتنا للرسائل اذن لعرف انه كان في غنى أيضاً عن كل ما ساقه في هذا الباب.
وقد تكون العهدة في ذلك على الدكتور الأهواني الذي كتب المقال الأول، ولكن ذلك لا يعفي الأستاذ التونسي من حقنا عليه وهو أن يحاسبنا على ما نكتبه لا على ما يكتبه غيرنا وإن بدا انه ينقل عنا. والمسألة - يا سيدي - لم تكن مسألة اعتزال الصاحب إنما كانت مسألة دعوة الصاحب إلى الاعتزال، فقد رأيناه في الرسائل يدعو الناس إلى الاعتزال ولم نره يدعو إلى التشيع، ومعروف أن البويهسسن كانوا متشيعين وكذلك كان الصاحب متشيعا، والمعقول أن نجده يدعو إلى التشيع لا إلى الاعتزال، وقد جعلنا ذلك نبحث عن صلة البويهيين بالاعتزال نوخاصة عضد الدولة التي توجت الوسائل غالبا باسمه، ووجدنا آدم ميتز يقول أن عضد الدولة كان يعمل على مذهب المعتزلة (راجع الحضارة الإسلامية لآدم ميتز بل رجعنا إلى الأصل الذي أشار اليه، وهو كتاب احسن التقاسيم في معرفة الإقليم للمقدس ص٤٣٩ ووجدنا النص هناك مضطربا لذلك قيدنا فكرة اعتزال عضد الدولة وقلنا فيما يظهر، وأيضاً فأننا حاولنا أن نربط بين دعوة الصاحب إلى الاعتزال وبين عضد