تنطق بخلاف ما زعم الكاتب، ولست أنسى غضب إخواننا شيعة العراق من قول بعض أساتذتنا: إن الشيعة الأمامية يتبرءون من الشيخين، ولست أنسى عتب أحد علمائهم في بغداد، ولا عتب السيد الحجة محمد الحسين آل كاشف الغطاء حينما شرفنا بزيارته في النجف فقال: لماذا تكتبون عنا ولا تقرءون كتبنا. لقد كان عتاب الأخ للأخ يود ألا يكون بينهما من الغلط ما يكدر صفو الأخوة الإسلامية، وقد اعتذرنا للسيد يومئذ واعترفنا بتقصيرنا في الاطلاع على كتب أئمة الشيعة. وأنا اعتذر هنا مرة أخرى عن الرحالة محمد ثابت واثقاً بحسن نيته، وإن كان حسن النية لا يعد عذراً كافياً لمن لم يتحر الحق في كلامه.
وفي الكتاب أغلاط أخرى، أرجو أن يتوقى أمثالها في رحلاته المقبلة.
وإنني لراج أن يتم التعارف بين الأمم الإسلامية، حتى لا يكتب بعضها عن بعض إلا عن علم وروية، وتثبت وإنصاف، والله ولي التوفيق.
عبد الوهاب عزام
التجديد في الأدب الإنجليزي الحديث
تأليف الأستاذ سلامة موسى
للأستاذ سلامة موسى في خدمة الأدب العربي المعاصر همة تذكر فتشكر، فهو ما ينفك يتحف جمهور المثقفين بأبحاثه الطريفة على صفحات مجلته الغراء وغيرها من الصحف ومن آثاره الأدبية الأخيرة كتابه هذا عن التجديد في الأدب الإنجليزي ويقع في نحو مائة صفحة من القطع الكبير. شرح الأستاذ الحركة الفكرية في العصر الفيكتوري، ثم تكلم عن بعض المذاهب الأدبية في ذلك العصر، وذكر بعض الأجانب وأثرهم في الأدب الإنجليزي. كذلك ذكر اثنين غيرهما وجارى ماكس نورداو في تسميتهما المنحطين وهما: والتر باتر وأوسكار وايلد، ولخص مذهبهما في أنه ينحصر في الدعوة إلى الجمال بلا اعتبار للأخلاق أو العرف،
ثم ترجم الأستاذ لبعض أعلام الأدب الإنجليزي مثل كبلنج وهو في رأيه شاعر الاستعمار، وبرناردشو ودارون وولز وجالزورثي وغيرهما، ولقد تعرض لمذاهبهم وفلسفتهم في دقة