الأدب، وترى منه طرفاً في حسن المحاضرة للسيوطي، فإن له ديوان شعر مخطوطاً، لما يطبع - كما نعتقد -
قال جميل العظم إن ديوان شعر ابن حجر اسمه (الدرر). وقيل في فهرس دار الكتب إن صاحب كشف الظنون قال (إن لابن حجر ديوان شعر كبيراً انتخب منه قطعة ورتبها على سبعة أبواب وسماها (السبعة السيارة النيرات) وهي ديوانه الصغير) ثم قيل في الفهرس (لعل هذا الأخير هو الذي بأيدينا). ويؤيد كلام الفهرس خطبة هذا الديوان التي كتبها ابن حجر في مقدمته فهي ناطقة بأن ما في هذا الديوان جزء من شعره لا شعره كله.
شعر الديوان إذن، جملة مختارة من الديوان الكبير. وقد جمع فيه ابن حجر بعض شعره المبكر إلى بعض من شعره المتأخر. ومن محاسنه ذكر تاريخ بعض القصائد بالسنة واليوم، وذكر أسماء ممن وجهت إليهم من ملوك أو إخوان، فمنهم الملك الأشرف إسماعيل صاحب اليمن، وعبد العزيز صاحب تونس، والعباس ابن محمد الخليفة العباسي بمصر، مدحه ابن حجر بقصيدة بارعة لما ولي السلطنة المصرية عام ٨١٥هـ، قال في مطلعها:
الملك أصبح ثابت الأساس ... بالمستعين العادل العباسي
رجعت مكانة آل عم المصطفى ... لمحلها من بعد طول تناسي
وقد قسم ابن حجر ديوانه المذكور إلى سبعة أبواب. فافتتحه بالنبويات ثم الملوكيات - أي المدائح - ثم الإخوانيات ثم الغزليات ثم الأغراض المختلفة ثم الموشحات ثم المقاطيع.
أما نبوياته فلم يأت فيها بجديد وهي على نمط ممن جاء في بردة البوصيري من ذكر ما عرف من سيرة النبي عليه السلام كالمولد والمعجزات والإسراء والمعراج إلى غير ذلك. ومنها قوله عن النبي عليه السلام:
هو رحمة للناس مهداة فيا ... ويح المعاند إنه لا يرحم
نال الأمان المؤمنون به إذا ... شبت وقوداً بالطغاة جهنم
الله أيده فليس من الهوى ... في أمره أو نهيه يتكلم
فليحذر المرء المخالف أمره ... من فتنة أو من عذاب يؤلم
أما مدائحه الأخرى وهي ما سماه (الملوكيات) فأجمل أبياتها ما بدا في صدرها من غزل. وكذلك كان دأب ابن حجر في أغلب قصائده حتى النبويات يبدأها بأبيات غزلية على سنة