ناقصة وربما كانت القصة موجودة في الأصل وسقطت. واتسع بهذا البرهان في أنساب الأشراف للبلاذري فقال إن ناشره يهودي من طغاة الصهيونية وربما حذف الرواية الخاصة بابن سبأ. ولست أدري ماذا يضير اليهودي الناشر من رواية هذا الخبر!. وقد رجع الأستاذ شاكر يقول ربما ذكر البلاذري هذا الخبر في ترجمة مفقودة.
وواضح أن هذين البرهانين أو قل هذا البرهان لا يثبت قصة ابن سبأ، فإن ما جاء به الأستاذ شاكر إنما هو فرض ولا يقين في يده.
وقد أخذ بعد ذلك يناقش المؤلف في الخبر أو في القصة على أساس أن من لم يرو خبراً ما ليس حجة على من روى هذا الخبر وخاصة إذا كان الراوي مثل الطبري علماً وفهماً وهو الذي روي عنه أنه قال لأصحابه (أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا كم يكون قدره؟ قال ثلاثون ألف ورقة، فقالوا هذا مما تفنى فيه الأعمار قبل تمامه، فاختصره لهم في ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال لهم: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا كم يكون قدره؟ فذكر نحواً مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال إنا لله، ماتت الهمم).
وأحسب الأستاذ شاكر نقل هذا الخبر عن كتاب معجم الأدباء لياقوت، ولو أن استمر بعد هذا النص الذي نقله عن معجم الأدباء يقرأ في ترجمة الطبري لرأى ياقوت يقول عنه:(إنه لم يدخل في كتابه (التفسير) شيئاً عن كتاب محمد بن السائب الكلبي ولا مقاتل بن سليمان ولا محمد بن عمر الواقدي، لأنهم عنده أظناء) ثم يقول ياقوت عقب ذلك مباشرة:(وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي وعن ابنه هشام وعن محمد بن عمر الواقدي وغيرهم فيما يفتقر إليه).
وإذن فالطبري لم يكن يحقق في روايات التاريخ كما كان يحقق في روايات التفسير، ومع ذلك يقول الأستاذ شاكر:(من قرأ كتاب الطبري في تاريخه. . . علم أن هذا حق، وأن الرجل كان فارغاً للعلم لا يلفته عنه شئ). وأنا لا أنفي أن الطبري كان فارغاً للعلم، ولكن أنفي أن تاريخه حق خالص لأنه قد يروي عن الكلبي وابنه هشام والواقدي وغيرهم كما يقول ياقوت:
وإذا أضفنا إلى ذلك ما تقوله دائرة المعارف الإسلامية تحت مادة تاريخ ص٤٩٣ من المجلد الرابع في الترجمة العربية من أن (مواطن الضعف عند الطبري في تاريخه هي ما يتوقع