٣ - انتهز أحد الخطباء الفرصة ووجه الكلام إلى المحكمين باعتبارهم من قادة الفكر، وقال لهم: دعونا من هذه المسابقة، ماذا فعلتم لعزة البلاد ودفع الهوان عنها؟ وهكذا قلب الوضع فأراد أن يمتحن الممتحنين. . ولكنها فورة الشباب. .
هذا وسيختار من هؤلاء المتبارين في الخطابة أربعة يمنحون جوائز، ويلقي الفائز الأول خطبة في المهرجان العام الذي سيقام في يوم ٢٧ فبراير الحالي.
رقاعة فرنسية:
بعث إلى (المصري) مراسلها من باريس، بحيث جرى بينه وبين وزير الشؤون الإسلامية في الوزارة الفرنسية الجديدة؛ وقد تناول هذا الحديث موضوعاً اتجهت إليه أخيراً الإدارة الثقافة بالجامعة العربية، وهو أن يشمل التعاون الثقافي العربي البلاد المغربية. سأل المراسل الوزير الفرنسي: هل للجاعة العربية أن تحصل على موافقة فرنسا إذا عرضت عليها إرسال مندوبين فرنسيين وجزائريين ومراكشيين إلى القاهرة لتمثيل هذه البلاد في اللجنة الثقافية للجامعة العربية كما وافق فرانكو على إرسال مندوب عن مراكش الإسبانية في هذه اللجنة؟ فقال الوزير الفرنسي في إجابته:(أحب أن أقول لك أنه إذا ثبت قطعاً أن هذه اللجنة تعمل في نطاق ثقافي وروحي فقط فليس مستحيلاً أن تنفذ وزارة الشئون الإسلامية اقتراحك هذا).
ومن المحقق أنه لن يثبت قطعاً ولا من غير قطع أن لجنة الثقافة بالجامعة العربية تعمل في النطاق الثقافي الروحي الذي تريده فرنسا! كما أنه من المحقق أن الشعوب المغلوبة على أمرها لا يمكن أن تفصل بين الثقافة والسياسة إلا على أيدي الممالئين لغالبيها، والثقافة التي لا تبعث شعور الحرية وتغذيه إنما هي ثقافة العبيد.
وإذن فلن توافق فرنسا على إرسال مندوبين يمثلون البلاد المنكوبة بها في تنظيم التعاون الثقافي العربي. وإذا فرض أنه ثبت قطعاً. . الخ، فماذا تفعل فرنسا؟ تقول: ليس مستحيلاً أن تنفذ الاقتراح!
ومن الغريب مع هذا أن ينوه ذلك الوزير في حديثه بالعلاقات الثقافية بين فرنسا ومصر، فيشير بتبادل المحاضرين بين البلدين. . . إلى آخر هذا الكلام المعروف المحلول.