للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكثر مما أضعناه في إقناع الأستاذ الحداد بأنه محتاج إلى التواضع بين يدي الفلسفة التي يعالجها، على هذا النحو من التفكير.

هذه مراجعة.

أما المراجعة - أو المراجعات الأخرى - فهي عن صفات الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي مما نتلقاه كثيراً في هذه الأيام من جانب الأساتذة، ومن جانب التلاميذ والتلميذات

وبودنا أن نجيبها جميعاً لولا أن السؤال عن المفردات اللغوية يغني فيه الرجوعاللغوية يغني فيه الرجوع إلى المعجمات، ولا تتسع له الصحف والمجلات التي يقرأها من يعرفون تلك المفردات، أو يملكون الرجوع إلى تلك المعجمات.

ولهذا نكتفي بالجواب عن المسائل الفكرية أو النفسية، وهي المسائل التي يسرنا من التلاميذ والتلميذات على الخصوص أن يقبلوا على بحثها والنظر في معانيها وتكوين الرأي في دقائقها بالمراجعة والاستفسار.

سأل أستاذ فاضل عن أسلوب عمر فقال إن بعض العبارات التي نسبت إلى عمر قد تكون من قبيل العبارات التي تضاف إلى العظماء المشهورين، وليست هي من أقوالهم على التحقيق.

ورأينا في هذا أن ميزان التشكيك ينبغي أن يحمل بكفتيه ولا يحمل بكفة واحدة.

فإذا كان العظماء جميعاً سواء في نسبة العبارات إليهم، فهل اجتمع مثل هذه العبارات فيما نسب إلى الصديق؟ هل اجتمع مثلها فيما نسب إلى الإمام؟ وهل اجتمع مثلها فيما نسب إلى معاوية أو إلى عمرو بن العاص؟

إن كان الأسلوب واحداً فيما نسب إلى جميع هؤلاء فالشك هنا معقول.

أما إن كانت العبارات المنسوبة إلى عمر كلها مما تنفرد به، فهي صالحة للاستدلال بها على أسلوبه الخاص الذي لا يشركه فيه سواه، وبخاصة حين تتواتر ذلك التواتر الذي أحصينا شواهده في الكتاب.

وسأل الأستاذ الفاضل عن قصة الحيلة التي استغلها عمر مع أبي سفيان حين مد يده إلى خاتم في يد أبي سفيان فأخذه منه وبعثه إلى زوجته، وأمر الرسول أن يقول لها باسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>