هو أحد الفائزين في مباراة القصة، وهو الشاب الأديب محمد يسري أحمد الطالب بكلية الطب؛ قدم إلى المباراة قصتين قصيرتين:(الغربال) و (الأعمى) والتي فازت الأولى، لا لأنها أحسن من الثانية، ولكن اللجنة قرأت قصة (الأعمى) فألفتها قصة جيدة من حيث القيمة الفنية، بل إنها دهشت لبراعة كاتبها في التحليل وتبين الدوافع التي حملت بطل القصة على ارتكاب أمر محرم يعافه الطبع المستقيم، ولهذا صرفت النظر عن القيمة الفنية وأسقطت القصة من الحساب، واكتفت بقصة (الغربال).
وقد استرعى أمر هذا الشاب التفات لجنة القصص، من حيث نبوغه في فن القصة مع صغر سنه التي لا تتجاوز الثانية والعشرين، فكان موقفها منه كموقف لجنة الشعر من الشاعر الترزي. . . أثار إلى جانب دهشتها شيئاً من الشك. . . وقصد إلى منزله بحلمية الزيتون الأستاذ عبد الله حبيب عضو لجنة التحكيم في القصة، وجلس معه في غرفة الاستقبال، وعلم الشاب أنه فاز في المباراة، وأنه سيمنح ميدالية ذهبية، فقال:
- كم تساوي هذه الميدالية إذا بعتها؟
- إنها يا بني تتكلف نحو ثلاثة جنيهات لدقة صنعها، ولكنك إذا بعتها فلن يزيد ثمنها على خمسين قرشاً.
- إنني جائع إلى القراءة. . . أمر بالمكتبات فأرى في واجهاتها (شهي) المؤلفات في الآداب والفنون، فأحس بالشوق إلى التهامها، ولكني أنصرف عنها آسفاً كأسف البال، لأني لا أقدر على ثمنها، وكم أفضل جائزة مالية على هذه الميدالية، لكي أشبع من قراءة هذه الكتب. . .
وكان المقرر أن تقصر الجوائز المالية على الفائزين من غير الطلبة، أما هؤلاء فيمنحون ميداليات، خشية أن تصرفهم النقود عن الجد، فينفقونها على شئ من اللهو. . . ولكن الرغبة التي أبداها محمد يسري كانت من أسباب الرجوع عن هذا القرار فمنح جائزة مالية كما منح غيره من الطلبة الفائزين.
بقية الفائزين:
فاز في الشعر عدا الفائز الأول والشاعر السوداني - كمال النجمي وعبد المنعم حسن قنديل