فمدت ذراعها لتستكمل ارتداءه ثم ضمت أطرافه حول صدرها وهي تقول:
- ولكن ماذا تصنع أنت؟
- إن ثيابي غليظة، وأنا رجل.
- شكراً لك.
ولم تكن الآنسة (ويلدون) تعرف ما تقول، فهي لم تشعر قط بأنها كانت يوماً ما موضع عناية أو اهتمام من أحد، اللهم إلا مستر (بردفور) الشيخ الذي تعمل سكرتيرة له، ولكن شتان بين هذا وذاك! على أن الذي كان يشغلها هو ماذا يكون بعد هذا. . .
ولم تلبث الدهشة أن استولت عليها عندما سمعت الرجل يقول لها:
- هل تناولت الشاي؟
ولم تكن في الواقع قد تناولت شيئاً بعد الظهر ولهذا أجابت بسرعة: - لا. . .
ولعلها أحست في سؤال الرجل أنه يدعوها إلى قدح من الشاي؛ وهي وإن كانت حقاً في حاجة إلى شراب ساخن بعد أن بللها المطر إلا أنها لم تكن لها خبرة بمثل هذه الدعوات فاعتذرت شاكرة، ولكن الرجل تظاهر بأنه لم يسمع شيئاً وقال:
- هيا بنا، هناك مكان دافئ نجد فيه حاجتنا.
ولدهشة الآنسة (ويلدون) رأت نفسها تسير إلى جانب الرجل وقد تأبط ذراعها، وأحست بأصابعه تلامس صدرها. . ورأت كأنها تقرأ قصة من قصص الفراغ التي تدخرها لوقت النوم. وولجا الباب وأعجبها المكان كما لذها لدفء فلما انتحيا ركناً بجوار المدفأة قال الرجل وقد تهلل وجهه:
- الآن تستطيعين أن تخلعي المعطف حتى تجف ثيابك. ورجت هي أن تهنأ بلحظة سعيدة كهذه اللحظات التي سمعت عنها فأطاعت الرجل وراحت تحتسي الشاي في سكون.
ومرت اللحظات في أحاديث عن الجو والرياضة، وفجأة نظر الرجل في ساعته ثم قال:
- يا إلهي! لقد كدت أنسى أن أمي دعتني إلى العشاء هذه الليلة. لقد أعدت لي دجاجة كبيرة. . . إنني أتركك الآن؛ ولكن لا تسرعي في الخروج فسأدفع للساقي ثمن الشاي.
- ولكن كيف أرد إليك معطفك؟ وكانت وهي تقول ذلك تأمل أن يتفقا على موعد لعله يكون في الغد. وضحك الرجل ضحكة مرحة ثم قال: