للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عظيمة، حتى سمى هذا الصوم معجزة كلكتا. . .

وبدأ غاندي صيامه التاسع عندما اعتقل أثناء الحرب الماضية في (فيلا) أغا خان في بونا، ثم رفض عرضاً بريطانياً بإطلاق سراحه إذا أنهى صومه، وقد أطلقوا سراحه عام ١٩٤٤.

ولقد لعبت غاندي دوراً عظيماً في جميع المحادثات التي أدت إلى استقلال الهند في أغسطس من العام المنصرم، فأعلن قبل تحقيق حلم حياته الذهبي بأيام قلائل، إنه أعتزم أن يعتزل السياسة، واصطحب معه حسين السهروردي - الزعيم المسلم المعروف - وعاشا في اكثر أحياء كلكتا اضطراباً وشغباً، ثم بدأ في أول سبتمبر صومه حتى يعود إلى كلكتا عقلها!

وقد أنهى صيامه بعد أربعة أيام حينما بدأت قوة (بوليس) شمالي كلكتا صيامها لمدة أربع وعشرين ساعة، مشاركة للزعيم وكان في تلك القوة ضباط أوربيون وانجليز وهنود كثيرون.

وفي السادس من سبتمبر الماضي، قبل أن يغادر غاندي كلكتا، أخبر المصلين معه أنه إذا أقلق سلام كلكتا مرة أخرى، فليس أمامه إلا الصوم حتى الموت. . .

وفي الثالث عشر من يناير هذا العام، بدأ صيامه إلى أجل غير معلوم، ليحقق اتحاد الهندوس والمسلمين. وعندئذ أرسلت الهند والباكستان، مندوبيهما (ليك سكسس) ليقدموا إلى مجلس الأمن وجهات أنظارهما عن ولاية كشمير، ولكن المهاتما قال أنه لا شأن لصيامه بأعمال الأمم المتحدة.

وفي الثاني عشر من نفس الشهر، عندما وقعت حكومة الهند ورؤساء أحزابها تعهداً بتحقيق شروط غاندي السبعة التي اشترطها عليهم في صالح المسلمين، أنهى صومه، وكانت مدته ١٢١ ساعة ثم قال: (لا أستطيع أن أعتقد في استحالة الصداقة والأخوة بين الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين واليهود والفارسيين فإذا تحطمت هذه الصداقة التقليدية تحطم الشعب الهندي كله. وإذا تحقق هذا العهد، فأني أؤكد لكم أن تحقيقه سينعش قوتي وسيضاعف ابتهالي إلى الله، وسيعينني هذا على أن أحيا بقية حياتي قرير العين، مؤدياً للإنسانية الخدمة التي فرضتها علي حتى اللحظة الخيرة من حياتي، التي يقدر لها بعض المتنبئين أنها ستكون ١٢٥ سنة، ويقول البعض الآخر بل ستكون ١٣٣ عاماً)

<<  <  ج:
ص:  >  >>