جسدي. لذلك لا أريد النوم!
إني أحب آلامي الشديدة التي تضغط على كل شيء فيّ
أحب ساعات اليأس يسود فيها الجنون فتخور عزيمتي، وتضيع أنفاسي، وتتلاشى قواي
أحب الاستسلام إلى كل أنواع العذاب، لأنني بعد مجيء الصباح، أتلذذ بذكرى ما جرى لي تحت سدول الليل، لذلك (لا أريد النوم).
وإليك مثالاً ثانياً وهو للشاعرة (ماري درمار):
(كم فكرت عندما أكون بعيدة عنك قائلة في نفسي: - أي سر فيه يجذبني إليه؟ إنه ليس فتى جميلاً.
بل هو متسلط، قاس بمظاهره العنيفة!
كم قسوت علي بشراسة، وكم آلمتني حاملاً إلي العذاب بحبك الوحشي.
نعم لقد ملأت حياتي بالعذاب. ولكي أتخلص منك، أريد أن أبغضك.
ولكنني أشعر تحت تأثير قبلاتك الطائشة أنني ملكك إلى الأبد. . .)
وهاك مثالاً ثالثاً وهو للشاعر بول فرلين:
(وقفت أمام رسمه الجميل وقد لوى عنقه العاجي إلى اليمين
فعاودتني منه ذكرى ليالينا المبطنة بالآهات والدموع والغرام - وقد ذوى ربيعه، ما زال يئن في القلب قيثاره. والنظرة السارحة ألقيتها البارحة على جدث يضم رفاته الذي أمسى طعاماً للديدان.
وآهاً - كيف تعرى غصنه
حب تنوح في الدجى أشباحه
أهكذا يتلف الموت أعيادنا
ويغيَّب في الثرى أحلامنا
فيسمى بعد زهو المنى شبابنا ترابا
ويكفن النسيان بكفه العاتية،
ذكرياتنا الصَّباح العِذاب. . .
نظم فرلين هذه القصيدة بعد وفاة (صديقه) أرتور رامبو صاحب عدة مؤلفات شعرية وبينها