للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإدارة المجمع الآن بصدد اختيار المعاونين في وضع المعجم وعرض الأمر على مكتب المجمع لتدبير الوظائف وتقدير مكافآت المعاونين الذين يندبون من خارج المجمع.

الواجب الثقافي نحو الجنوب:

لبى الدكتور طه حسين بك دعوة رابطة الطلبة السودانيين إلى اختتام موسمها الثقافي بإلقاء محاضرة عن (واجب مصر الثقافي نحو الجنوب) بقاعة الجمعية الجغرافية الملكية يوم الجمعة.

قال الدكتور طه: أن مصر قصرت في نشر الثقافة بالسودان تقصيراً لم يكن لها فيه حيلة لأنها كانت مكرهة عليه بل هو كتقصيرها في حق نفسها، لتحكم الإنجليز في شؤونها، واستمر تقصيرها الثقافي إزاء السودان بعد أن حصلت على استقلالها الداخلي وتمكنت من تدبير أمرها في التعليم، لأن الإنجليز حالوا بينها وبين السودان بخلق المشاكل التي بدأت بقتل السردار وإخراج الجيش المصري من السودان، وظل الإنجليز يخلقون المشاكل ويضعون العقبات في سبيل الثقافة المصرية بالسودان إلى اليوم، وأشار الدكتور إلى الصعوبات التي صحبت إنشاء مدرسة الملك فاروق الثانوية بالخرطوم، تلك الصعوبات التي لا يعرفها أكثر الناس والتي لا تزال قائمة إلى الآن. قم قال: على أنني أفترض أن هذه الصعوبات والعقبات لم تكن وأن مصر خلى بينها وبين تدبير أمر الثقافة بوادي النيل شماله وجنوبه، فماذا كان يحدث؟ كان لا بد أن تولي التعليم بالجنوب من عنايتها ما تبذله للشمال، فكانت تنتشر المدارس على اختلاف درجاتها في أقاليم السودان انتشارها في أقاليم مصر، وكانت جامعة فؤاد الأول بالقاهرة تستقبل الطلبة من الجنوب كما تستقبلهم من الشمال، وحين فكرت مصر في إنشاء جامعة ثانية لم يكن مكانها إلا الخرطوم قبل الإسكندرية. ولكن الإنجليز حالوا دون كل ذلك ليفرقوا بيننا في الثقافة، وفي الوقت الذي حاربوا فيه الثقافة المصرية في الجنوب أباحوا لأنفسهم ما منعونا منه فصبغوا التعليم هناك بصبغة إنجليزية وجعلوه على أوضاع تخالف أوضاع التعليم المصري، وأن مما يؤسف له أن المدرسة المصرية الوحيدة التي أنشأتها الحكومة المصرية بالسودان على منهاج التعليم المصري، تخضع لنظم الحكومات السودانية المركزية وتحكمها، ولا تظفر هذه المدرسة من الحرية في تدبير أمرها بشيء مما تظفر به المدارس الأجنبية في مصر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>