للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الانطلاق كما لا أستطيع البقاء. . وإني أحمل هذا الكتاب معي وسوف أقدمه إليك إذا لم أجد في نفسي من الشجاعة ما أبوح لك معه بكل شئ. . . وإني أعتقد أن أسرتك تنظر إليّ نظرة خاطئة إذ تحسب أني أحب أختك اليزابيث وليس هذا بحق، فإن قصتك لا تبرح عقلي قط، وذلك لأني بعد أن قرأتها أصبحت أعتقد أنه غير خليق بي، أنا دوبلتسكي أن أحلم بالسعادة، لقد كتبت لك ونحن في في إفتسي أقول إن شبابك ومرحك يذكراني في صورة قوية بتقدمي في السن وباستحالة السعادة عليَّ. . . ولكني حينذاك كنت أكذب على نفسي ولا زال هذا حالي؛ إنك فتاة أمينة صريحة، فدليني ويدك على قلبك دون أن تتعجلي_وإني أناشدك الله ألا تتعجلي_ماذا عسى أن أفعل؟ لو أنني علمت منذ شهر أني سوف ألقى مثل هذا الألم السار الذي عاينته طيلة هذا الشهر لضحكت حتى يقتلني الضحك. نبئيني بكل ما في نفسك من إخلاص: أتكونين زوجة لي؟ إذا كنت تستطيعين أن تقولي: نعم وان تقوليها من أعماق نفسك فقوليها، ولكن إذا كنت تحسين أدنى شك فقولي لا. . . نشدتك الله أن تفكري ملياً في الأمر، وإني لأمتلئ رعباً كلما فكرت في قولك لا، ولكني أوطن النفس على تحمل ذلك، وسوف أقوى على تحمله بيد أنه من الأمور المفجعة ألا تحبني من تكون لي زوجة بقدر ما أحبها

وسمعت سونيا دقات عنيفة على الباب، وصوتاً هو صوت أختها ليزا يناديها في إلحاح أن تفتح ففتحت فقالت أختها! ماذا كتب لك الكونت؟ نبئيني. ووقفت صوفيا جامدة والكتاب في يدها، فقالت ليزا صائحة أخبريني الساعة ماذا كتب لك الكونت فقال صوفيا في عبارة فرنسية: إنه طلب يدي؛ فأجهشت أختها قائلة: أرفضيه. . . أرفضيه من فورك!. .

ودخلت أمهما فعملت في لباقة على أن تبعد بين الأختين فتخرج بهما من هذا الموقف الكريه وكان الكونت إذ ذاك في الثوي ينتظر، والقلق ملء نفسه، ويداه خلف ظهره، وقد استند إلى الموقد وفي وجهه صفرة لم يعرف مثلها من قبلن وأرهف سمعه إلى وقع أقدام خفيفة، وإن قلبه ليثب بين ضلوعه ودخلت صوفيا فنظرت إليه قائلة: نعم. . . ثم ولت مدبرة.

وتقدمت ليزا فهنأت أختها، ثم مشت إلى الكونت فهنأنه وقبلته في كثير من الكرم والنبل؛ وجاءت الأم فهنأت صوفيا وفي نفسها من السرور بقدر ما فيها من الشفقة على ليزا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>