أقول هذا تفهيماً وتأديباً، ولا أقوله لملاطفة أو استرضاء. فإن الفتاة التي تسرع إلى الشتم والبغاء تستوجب التفهيم والتأديب، بل تستوجب الزجر الشديد، ولكنها لا تستحق الملاطفة ولا الاسترضاء.
وقد كان السؤال عن الفن الجميل أسئلة كثيرة، ويدور بعضها على التصوير ومنها على التمثيل.
ولا يتسع المقام هنا للكلام على التصوير لأنه يحتاج إلى أمثلة من الصور المختلفة لا يتيسر عرضها في هذا المقام.
فنكتفي بالسؤال عن التمثيل، وهو كما جاء في خطاب الأديبين صاحبي الإمضاء.
قالا:(كانت إجابتكم في المطالعات أن التمثيل في مصر مقتلة للوقت. وإنه محاكاة فردية لهذه الصناعة، وإنه تمثيل للتمثيل (ورجاؤنا أن تتفضلوا بالإدلاء برأي في المسرح المصري بعد هذا العمر الطويل الذي سلخه، وبعد أن ظهرت على خشبة المسرح فرق كثيرة، انتهى أمرها جميعاً إلى الفرقة المصرية التي تعينها الدولة) ونرجو أن نعرف: هل حققت الفرقة المصرية رسالتها الفنية التي أنشئت من أجلها؟ وما هي وسائل النهوض بالمسرح المصري. . .
محمد حسين الكاشف
أنور فتح الله
دبلوم في النقد والبحوث الفنية من المعهد العالي لفن التمثيل
العربي
وخلاصة رأيي بعد عشرين سنة من كتابة (المطالعات) أن الاشتغال بالتمثيل عندنا قد أخرج لنا آحاداً من نوابغ الممثلين، ولكنه لم يخرج لنا فرقة كاملة يتم فيها التعدد، ويتم فيها التجانس مع تعداد الأدوار.
وأول ما يلاحظ على نوابغ الممثلين عندنا أنهم ينجحون في تمثيل النماذج العامة، ويغدر بينهم من ينجح في تمثيل (الشخصيات) الخاصة، كما يشاهد مثلاً في إعطاء (بول متى) لكل من شخصيات باستور وأميل زولا وفلاح الصين والمجرم الهارب من السجن،