فنرى في هذا البند أنهم يعتقدون اعتقاداً قلبياً أن الله اختارهم وحدهم شعباً له، ومنحهم السلطة المطلقة على كل الأرض. فكيف نستطيع أن نعيش مع شعب يعتقد هذا الاعتقاد في نفسه ويعتقد أن الشعوب الأخرى بهائم لا حقوق لها ولا حياة.
في البند العاشر من نفس الميثاق الخامس نرى حيلتهم الشيطانية في القبض على زمام الرأي العام، وهو كما لا يخفى أقوى قوة اجتماعية وهو يقول:(لكي نقبض على الرأي العام يجب أن نضع الجمهور في موضع الحيرة والارتباك بأن نبذر فيه أراء متناقضة في كل ناحية مدة طويلة حتى تتضعضع عقول الجوييم وتتيه في معارج الظلال إلى أن يروا أن الأفضل إلا يكونوا لأنفسهم رأياً سياسياً. ولا يستقروا على رأي في أية سياسة يفهمها الجمهور، بل لا يفهمها إلا القادة الذين يقودون الشعوب ويرون أنفسهم متناقضين فيها. هذا هو السر الأول في قيادة الشعوب في بيداء الجهل).
في البند ١١ (السر الثاني المطلوب لنجاح حكومتنا يشتمل على ما يأتي: الإكثار من الخيبات الأهلية وانتشار العادات السيئة وتعقد ظروف الحياة المدنية بحيث يستحيل على أي واحد أن يعرف أين هو من الصواب في هذه الفوضى حتى يصبح الواحد منهم لا يفهم الآخر. هذه الحالة المربكة تخدمنا في ناحية أخرى، تزرع الشقاق في جميع الهئيات والأحزاب، وتبدد القوى المتجمعة من مواضعها، وثمة تخضع القوى التبني لا تزال ممتنعة عن الخضوع لنا، وتثبط عزيمة أي شخص في مقدرته أن يعرقل مساعينا. لا شيء أخطر لنا المفكرين المبتكرين العباقرة. فإذا كانت وراء كل مشروع نابغة من النوابغ يستطيع أن يخرب أو يعمر أكثر مما يستطيعه ملايين من الناس الذين زرعنا بينهم الشقاق. لذلك يجب أن نوجه ثقافة الجوييم بحيث أنهم إذا وقعوا على أمر يحتاج إلى ابتكار أو تفكير يسقط في أيديهم ويرتدوا مخفقين. . . أن المجهود الذي ينتج من حرية العمل يستنفذ القوى إذا اصطدم بحرية أخرى. وبهذا الاصطدام تنشأ صدمة أدبية خطيرة تفضي إلى الإخفاق. بهذه الوسائل يمكننا أن نحبط قوى الجوييم حتى يضطروا إلى تقديم قوة دولية لأجل أمن العالم فتبتلع تدريجياً جميع قوات دول العالم من غير عناء وتؤلف حكومة عليا تسيطر على العالم، وإذ نكون نحن اليد العاملة فيها بتمهيداتنا السابقة نقيم مكان حكام اليوم إدارة حكومتنا العليا ونسيطر على العالم. هذه الإدارة العليا تمتد أيديها إإلى جميع الجهات وتقبض على