الحاقدين، وحرب من الفرنسيين المستعمرين، وحرب من نومة الشعب وعدم استجابته لصرخات الحرية. وقد كان كل هذا كفيلا بأن يهد كيانه، فأصابته ذات الرئة، وعاش عمرا كعمر الزهر عند باب حومة العلوج، يقرأ، وينظم الشعر، ويرعى الأغنام، حتى مات ولما يتجاوز الخامسة والعشرين.
شعر الثقافة الأزهرية:
مما يحمد لفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر اهتمامه بنشر الثقافة الأزهرية بين الشعوب العربية والإسلامية، وقد تحدث أخيرا إلى أحد زعماء العرب فقال إنه يسعده أن يستطيع الأزهر إنشاء فروع له وتوجيه بعوث منه إلى كل البلاد الإسلامية، ولكنه يرى أن على الأزهر أن يوجه اهتمامه أولا إلى الشعوب التي لا ثقافة لها، وأن هذا هو ما اعتزمه، إذ قرر إرسال بعوث إلى جنوب أفريقية وشرقها وإلى أوغندا وارتيريا، أما البلاد العربية التي تتوافر لها الآن عوامل الثقافة فهي في غنى عن ذلك، ومع هذا فإن الأزهر مستعد لأن يمدها بالمدرسين كلما طلبت حكوماتها إليه ذلك.
وبهذه المناسبة نلفت النظر إلى أمر يتعلق بنشر الثقافة الأزهرية في سائر البلاد العربية، ذلك أن في الأزهر كثيرا من البعوث الوافدة إليه من مختلف البلاد الإسلامية، ومن المفهوم طبعا أن الغرض من هذه البعوث هو أن يتزود أفرادها من الثقافة الإسلامية بالأزهر، لينفعوا بها قومهم إذا رجعوا إليهم، ولكن كثيرين من هؤلاء يقضون الأعمار في مصر، وتظل أرزاقهم من الأزهر جارية عليهم، ولا يعودون إلى بلادهم. وأحسب أني لست بحاجة إلى أن أقول إن مصر لا تضيق بهؤلاء الإخوان، فهي ترحب بهم دائما ولا تعتبرهم غرباء. ولكن المسألة هي أنهم، بإقامتهم الدائمة هنا، يفوتون الغرض الذيتنشده منهم بلادهم، والذي من أجله أرسلتهم إلى الأزهر.
العربية في الباكستان:
من أنباء الباكستان أن جماعة الثقافة العربية تطالب بتعميم تعليم اللغة العربية في المدارس، حتى تصبح هي لغة التعليم هناك، وأن من أغراض هذه الجماعة نشر الثقافة العربية في الباكستان، وأنها ترمي إلى تكوين جمهور يقرأ المؤلفات ودواوين الشعراء التي تصدر في