وهذا أمر طبيعي، فقد عرف المسلمون الهنود منذ الفتح الإسلامي بالإقبال على تعلم اللغة العربية، وقد نبغ منهم فيها كثيرين في الأدب وعلوم الدين؛ ولغة التخاطب الحالية تحتوي على كثير من الألفاظ والتراكيب العربية. وشعور المسلمين في الباكستان يتجه الآن نحو البلاد العربية، وقد بدا أخيرا في تأييدهم لقضية فلسطين، ولاشك أن اللغة العربية وآدابها وثقافاتها، هي أهم ما يربطها بالبلاد العربية، وهي وسيلتها إلى كتلة الجامعة العربية.
العربية وهيئة الثقافة الدولية:
عاد الأستاذ شفيق غربال بك من باريس، حيث حضر اجتماع اللجنة التنفيذية لهيئة التربية والتعليم والثقافة الدولية (الأونيسكو) وهو عضو دائم فيها.
وقد قام الأستاذ شفيق بك بمساع لجعل اللغة العربية لغة رسمية لمؤتمر الهيئة إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فكللت مساعيه بالنجاح.
ومن المعلوم أن هذه الهيئة تدعو إلى حسن التفاهم العالمي عن طريق التقارب الثقافي، فمن أغراضها محاربة طرق التربية التي تغرس في نفوس الناشئة فكرة السيادة العنصرية، وهي لهذا تعني إعادة نشر التعاليم الديمقراطية في ألمانيا واليابان.
وستعقد الدورة الثالثة لمؤتمر الهيئة العام في بيروت ابتداء من يوم ١٤ أكتوبر القادم ويتمثل به الدول العربية، وتهتم الإدارة الثقافية بالجامعة العربية، بتنسيق الصلة بهذا المؤتمر.
القصة والشعر:
ظهر من إحصاء في الولايات المتحدة أن المجلات الخاصة بالشعر من أكسد المجلات، ويقابلها المجلات القصصية التي تعد من أروجها؛ والحال عندنا تشبه ذلك من حيث قلة الاهتمام بقراءة الشعر والإقبال على قراءة القصص؛ وإن كان ليس لدينا الآن مجلة خاصة بالشعر بعد مجلة (أبولو) التي كان يصدرها الدكتور زكي أبو شادي وقد تعطلت منذ سنين؛ كما أنه ليس لدينا مجلة خالصة لفن القصة الرفيع بعد مجلة (الرواية) التي أدغمت في (الرسالة) وأرى أنه يجب المبادرة بفك هذا الإدغام لضرورة الاحتفاظ بمستوى القصة