بالأدب الرمزي سواء في مصر أو في أوربا ليس له عندي أشرف من كلمة واحدة باللغة العامة وهي (تهجيص)!
نهر النيل في الأدب:
ألقى الدكتور محمد عوض محمد بك محاضرة عنوانها (نهر النيل في الأدب) بالاتحاد المصري الثقافي يوم الثلاثاء الماضي، قال في أولها: أريد أن أطوف بالميدان الأدبي لكي أنظر إلى الشعراء أو الكتاب الذين كان النيل ملهما لهم ودافعاً إياهم إلى بعض الإنتاج الأدبي في موضوع نهر النيل، وأنا لم أحاول أن أفتش في كل الآداب عما يتصل بالنيل، فهذا العمل يحتاج إلى عصابة قوية من الباحثين، إنما أريد أن أعرض ما عثرت عليه بطريق المصادفة المحضة، ويسرني أن ألقى مساعدة من الأدباء في استكمال هذا البحث حتى تتكون لدينا مجموعة عظيمة لأدب نهر النيل تستحق أن يتألف منها مجلد ضخم.
ثم تتبع موضوع النيل في الأدب بالترتيب الزمني، فبدأ بالأدب المصري القديم وأورد منه قصائد في النيل؛ وتحدث عن ثلاث قصائد في موضوع النيل لثلاثة من كبار شعراء الإنجليز هم شلي وكيتش وهنت، فقال إن هؤلاء الشعراء الثلاثة اجتمعوا في يوم من سنة ١٨١٨م واتفقوا على أن يؤلف كل منهم أنشودة موضوعها النيل، على سبيل المنافسة الأدبية، وقال إن هذا الاتفاق يرجع إلى أن اهتمام الناس في أوروبا بنهر النيل قد أخذ ينتعش في أوائل القرن التاسع عشر، وقد أخذ بعض المستكشفين يقوم برحلات للبحث عن منابع النهر، ثم ينشر قصة رحلاته فيلفت الأنظار مرة أخرى إلى هذا الموضوع القديم.
ثم انتقل الدكتور عوض بك بعد ذلك إلى الأدب العربي فقال إننا نلاحظ أن نهر النيل لم يجد في الأدب العربي القديم من يعني بشأنه سواء من زار مصر وأقام على ضفاف النهر أو من سمع به وكان من الجائز أن يصفه على السماع كما فعل الشعراء الإنجليز. وقد أشار إليه القرآن الكريم:(أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) ونلاحظ أن وصف الأرض بأنها تجري من تحتها الأنهار كثيراً ما ورد في وصف الفردوس. كذلك ورد ذكر مصر ونيلها في الحديث وفي الكتب التي تنسب إلى عمرو بن العاص ولكن ذكرها لم يرد على لسان الشعراء إلا قليلا. وقد زار مصر من كبار الشعراء العرب عدد ليس بالقليل منهم أبو نواس الذي مدح والى مصر (الخصيب) بشعر جميل لم يرد فيه ذكر