البند ١٢ - تكو جرائدنا من كل لون: أرستقراطية جمهورية ثورية حتى فوضوية بحسب مقتضى الحال؛ ويكون لها يد في كل رأي عام. فإذا نبض نابض في إحدى هذه الأيدي المحركة يقود الرأي العام في اتجاه مقاصدنا. لأن الضعيف المنفعل ينفذ قوة الحكم ويذعن إلى أية إشارة منها. وهؤلاء القوم المغفلون الذين يظنون أنهم مرددون رأي جرائدهم، يرددون بالفعل الرأي الذي نحن نرغب فيه، ويظنون عبثا أنهم يتبعون رأي جرائدهم ولكنهم بالحقيقة سائرون في ظل رايتنا.
البند ١٤ - إن مهاجمة خصومنا لنا تخدم أغراضنا من جهات أخرى، وهي أن رعايانا يقتنعون ويعتقدون أنهم حاصلون على ملء الحرية في الكلام والنشر، وهكذا يتحول أنصارنا إلى اليقين بأن جميع الجرائد المخالفة لنا ليست إلا فقاقيع فارغة لأنها غير قادرة على أن تجد أثرا جوهريا في مخالفتها لأوامرنا.
البند ١٥ - إن قواعد التنظيم التي لا تراها أعين الجمهور هي من أضمن الوسائل لكسب ثقة الجمهور إلى جانب حكومتنا. إن هذه الطرق تجعلنا من حين إلى آخر في مركز يجعلنا قادرين على أن نثير العقل الاجتماعي أو أن نهدئه في المسائل السياسية حسب رغبتنا، فنقنعه أو نشوش عليه أو نضعضعه. فالآن الصدق، وغدا الكذب. ننشر الحقائق ثم ننشر ما يخالفها، نفعل هذا حسب مقتضى المصلحة، نفعله بكل حذر؛ نجس الأرض قبل أن نضع أقدامنا. سيكون لنا نصر مبين على خصومنا أو معارضينا لأنهم لا يملكون جرائد تستطيع أن تعطي التعبير الصحيح عن آرائهم بسبب خطتنا في معاملة الصحافة، ولذلك لا نضطر أن نجحدها إلا جحدا سطحيا وهم يظنون أنهم يتمتعون بحرية الصحافة.
الملخص: النفاق في مذهب الصهيونيين هو ملح الصحافة وبهارها بل هو (شطتها) أيضا. هو البهار الذي يشهي القراء للقراءة. فلذلك ترى الجرائد مبتلاة بالأخبار الكاذبة فلا تدري إن كان الخبر الذي نقرأه صادقا أو كاذبا، وشركات الأخبار مبتلاة بسيطرة الصهيونيين عليها كبلوى الجرائد. تقرأ اليوم خبراً فتصدقه لأنه معقول فلا يشعرك بغش فيه، ثم لا تلبث أن تقرأ غداً نقيضه أو تكذيبا له. ولا يمكن جمهور القراء أن يشكوا في صدق ما يقرؤون وإلا فلا يصدقون خبراً. لا يمكنهم أن يميزوا بين الخبر الصادق والخبر الكاذب؛ لأنه ليس في ما ينشر شبهة تضلل الظن. إن اختلاق الأخبار وتعويجها هو سجية في