للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا كلمة مهموسة ... مكتوبة بنور

سمراء، بل حمراء، بل ... لوَّنها شعوري

أم قبلة تجمدت ... في نهدك الصغير

مظلة شقراء فوق ... قسوة الهجير

إبريق وهج عالق ... بهضبتي سرور

أم أنت شباك هوى ... مطرز الستور

فراشة محروقة الجنح على غدير

دافئة كأنها. . ... مرتْ على ضميري

هكذا تمضي أوزانه وقوافيه، متفقة والجو الذي يتنفس فيه شعره، جو الأوزان القصيرة والقوافي الراقصة، أما الصورة الوصفية فتستمد بذورها من خصوبة الحقل الشعري واتساع مداه. . ومن هنا تستمد الوثبة الشعرية قوتها من وثبتين أخريين، هما الوثبة الشعورية والوثبة الموسيقية.

تعال نستمع له مرة أخرى في قصيدته (وشوشة):

في ثغرها ابتهال ... يهمس لي تعال

إلى انعتاق أزرق ... حدوده المحال

نشرد تياري شذا ... لم يخفقا ببال

لا تستحي فالورد في ... طريقنا تلال

ما دمت لي مالي وما ... قيل وما يقال!

وشوشة كريمة ... سخية الظلال

ورغبة مبحوحة ... أرى لها خيال

على فم يجوع في ... عروقه السؤال

هنا ظلال من النفس تلتقي بظلال من الحياة، وبضوء من هنا وضوء من هناك يتم العمل الفني، مستمداً خطوطه من التجربة الشعورية؛ من وقدة العاطفة واشتعال الوجدان. . أرأيت إلى الرغبة المبحوحة؟ الرغبة التي تتنزى فلا تقوى على الانطلاق؟ الرغبة التي تريد أن تهتك حجب الصمت ولكنها بحت من التردد والتهيب والإحجام؟ الرغبة التي لم يبق منها

<<  <  ج:
ص:  >  >>