للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فتراكبت حمر الدموع وشبهها ... مذ جالت الشقراء في الميدان

والشاب التائب هو ثاني المودعين من الشهب، فقد توفى عام ٨٦١هـ.

وبهذه المناسبة نذكر أن هناك شابا تائبا آخر ولد بالقاهرة سنة ٧٦٧هـ، واسمه أحمد بن عمر بن أحمد، ولقبه شهاب الدين أيضاً، كان يتعاطى العلم حتى عد في الفضلاء، ويجلس على موائد الأدب حتى عد في الأدباء. وكان ينظم الشعر ويميل إلى الصوفية حتى اعتقد فيه بعض الناس، ومات بدمشق عام ٨٣٢هـ. روى ذلك السخاوي في الضوء أيضاً.

أما شهاب الدين بن مباركشاه، فهو أحمد بن محمد حسين القاهري الحنفي، تلقى العلم على ابن الهمام وابن الديري، وغيرهما. وصنف بعض الكتب، ومنها كتب أدبية مثل (السفينة). وبرع في نظم الشعر، قال عنه ابن إياس: (كان من أعيان الشعراء)، حسن اتصاله بكثير من أعيان عصره ومنهم ابن حجر العسقلاني، وقد روينا أنه مدحه بقصيدة دالية. ومن شعره يشبه عشرة بعشرة قوله:

فرع جبين محيا قامة كفل ... صدغ فم وجنات ناظر ثغر

ليل هلال صباح باتة ونقا ... آس إقاح شقيق نرجس در

وله في القناعة:

لي في القناعة كنز لا نفاد له ... وعزة أوطأتني جبهة الأسد

أمسي وأصبح لا مسترفدا أحدا ... ولا ضنينا بميسور على أحد

والشهاب بن مباركشاه هو ثالث من توارى من الشهب، فقد توفى عام ٨٦٢هـ.

أما الشهاب الرابع فهو شهاب الدين بن أبي السعود، وكان هو والشهاب بن صالح كثيري المطارحة. وقد توفى في مكة عام ٨٧٠هـ.

وشهاب الدين بن صالح، اسمه أحمد بن محمد بن صالح، قال عنه ان إياس (كان حالما فاضلا وأديبا شاعراً ماهرا) ويعرف بابن صالح، وبسبط السعودي. والسعودي هو جده شمس الدين كان عالما وأديباً مصنفا.

وقد أكب ابن صالح على دراسة علوم الدين والعربية حتى برع في كثير منها، متتلمذا على جلة شيوخ عصره مثل القاياتي والشمني والنويري. وأقبل على فنون الأدب حتى حذقها، وأجاد في نظم الشعر، فانسجم لفظه ومعناه. وطرق أبواب المديح والإخوانيات ونظم

<<  <  ج:
ص:  >  >>