العلوم. وطارح أنداده من كبار الشعراء ويقال إنه كان أرق شعراء عصره نظما. ويفضله صديقه شريف الدين العطار على ابن حجر العسقلاني وابن نباتة المصري. وكان هو وشهاب الدين بن أبي السعود فرسي رهان. واتصل بأعيان عصره ومنهم الكمال ابن البارزي. وكان ذكيا سريع الإدراك. وقد نظم العقائد النسفية شعرا. ويحدثون عنه أنه هجر الشعر بأخرة وجنح إلى العلوم.
ومن شعره يشب بمن اسمه (فرج) ويورمي ومضمنا:
شكا فؤادي هم الصد يا فرج ... وفيك أصبح صدري ضيقا حرجا
واستيئس القلب حتى رحت أنشده ... يا مشتكي الهم دعه وانتظر فرجا
ومدح السخاوي صاحب الضوء اللامع، ومن قوله فيه:
وقد حفظ الله الحديث بحفظه ... فلا ضائع إلا شذى منه طيب
وما زال يملا الطرس من بحر صدره ... لآليء إذ يملي علينا ونكتب
ومات ابن صالح في عام ٨٧٣هـ. وهو خامس الشهب ظعنا.
أما سادسهم فشهاب الدين الحجازي، المولود في القاهرة عام ٧٩٠هـ. واسمه أحمد بن محمد بن علي الأنصاري الخزرجي الشافعي. كان سريع الحفظ. وقد بدأ حياته التعليمية بدراسة مذهب الإمام الشافعي وحفظ حديث الرسول عليه السلام. وغير ذلك من علوم الدين. ثم أقبل بجماع نفسه على الأدب، وأجاد في قرض الشعر حتى طار صيته في الآفاق، وطارح العسقلاني، وراسل الشهاب المنصوري، وغيرهما.
وكان الحجازي خفيف الروح لطيف المعاشرة طريف المحاضرة. ويبدو لنا أنه كان عالي الهمة وثابا إلى المكرمات الأدبية، فقد روى أنه جمع شعره ونثره في ديوان. وله مختصر في شرح المقامات. وله شرح على المعلقات. وصنف كتبا أدبية عدة منها تذكرة في نحو خمسين مجلدة، وكتاب قلائد النحو في جواهر البحور. وكتاب في الألغاز وكتاب في الحماقة مرتب على حروف المعجم. - وفي دار الكتب المصرية نسخة مخطوطة محلاة بالذهب من كتابه (روض الأداب) وهو مجموعة أدبية مرتبة على خمسة أبواب: المطولات والموشحات والمقاطيع والنثريات والحكايات. ويبدو أنه لم ينجب، وذلك لقوله:
قالوا إذا لم يخلف ميت ذكرا ... ينسى، فقلت لهم في بعض أشعاري