للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد الأستاذ الفاضل السيد علي زين العابدين منصور في العدد ٧٧٣ من مجلة الرسالة الغراء، أن نوضح له كيف جوزنا لفظة (نداماء) الواردة في قصيدتنا (قلب شاعر) المنشورة في العدد ٧٧١ من الرسالة الغراء:

حتام أظمأ والأقداحُ دائرةٌ ... مثل الكوابك ما بين النداماء

مع أنه بحث في قاموس (الفيروزابادي) في مادة (ندم) فلم يجد لها جميعاً سوى، ندماء، وندام، وندامى. ونود أن نقول للأستاذ منصور أن مد المقصور وقصر الممدود ضرورة من الضرورات التي أجازها علماء العروض، ولما كانت لفظة - ندامى - مقصورة فيكون مدها (نداماء) وكذلك لفظة (مولاي) مقصورة، وعند مدهتا يقال (مولائي) وقد استعمل ذلك أبو نواس كثيراً في شعره، فيقال من قصيدة منشورة في ديوانه المطبوع بالمطبعة الحميدية المصرية عام ١٣٢٢هـ ص - ٢، ٢ في باب الخمريات:

إني لأشرب من عينيه صافية ... صرفاً وأشرب أخرى مع ندامائي

وهذا البيت من قصيدة له مطلعها:

يا رب مجلس فتيان سموتٌ له ... والليلٌ محتبس في ثوب ظلماء

ولا نظن أن أبا نواس الشاعر، وهو حجة في اللغة، يورد لفظة في شعره دون أن يكون متأكداً من أن علماء اللغة أجازوها

أما قول الأستاذ منصور أن فعل (صبا) يتعدى بـ (إلى) لا بـ (اللام) في قولنا (إن لم تكن روحه تصبو لعلياء) فهذا اعتراض ضعيف لأن (اللام) تقوم مقام (إلى) في كثير من الأحايين. فنحن نقول: ذهب إليه وذهب له، كما نقول: صبوت إليه وصبوت له.

هذا ما عن لي كتابته جواباً على استفهام الناقد الفاضل، وعسى أن يتصدى عالم جليل من علماء اللغة، فيشرح لنا ذلك. وللرسالة وصاحبها الجليل، فائق تحياتنا، وشكرنا على فضله وأدبه.

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري

رد. . . وعجب

<<  <  ج:
ص:  >  >>